نقل آمن للمعلمات
قضية نقل المعلمات من القضايا التي ظلت تتطلب حلولا جوهرية وحاسمة من وزارة التعليم طوال الأعوام الماضية، ولعل بشريات ذلك بدأت أخيرا مع إعلان الوزارة عن تحديد مواعيد لتلقي طلبات توفير وسائل نقل المعلمات في المناطق النائية، لأن تجربة انتقالهن عبر جهود ذاتية أسفرت عن نتائج غير جيدة فيما يتعلق بسلامتهن وعدم التزام السائقين بضوابط السلامة في القيادة.حين يتم توفير وسائل نقل آمنة وأكثر انضباطا بنظم السير والقيادة والمواعيد كما في رحلات سابتكو، على سبيل المثال، فذلك أدعى لتقليل الحوادث التي تصاحب كثيرا نقل المعلمات، ومن المهم أن تتضمن الشروط والمواصفات أدق وسائل السلامة والقدرات الذهنية الفائقة للسائقين خاصة للمسافات الطويلة التي تتطلب تركيزا وحدا أعلى في المسؤولية، وذلك مطلوب في جميع الأحوال.كثير من الحوادث التي تسببت في ضحايا وسط المعلمات كان سببها الرئيسي السائقين وعدم التزامهم بقواعد المرور، أو لضعف قدراتهم علي القيادة، وذلك ما يجب التركيز عليه مع الشركات والجهات التي تتقدم لتقديم الخدمة، وذلك في الواقع يحد كثيرا من تلك الحوادث التي لطالما أدت الى وفيات وإصابات خطيرة كان لا بد من معالجتها بصورة علمية ومنهجية على النسق الذي بدأته الوزارة.الى جانب هذا الحل المهم ينبغي أن تتسع الوزارة بحلولها على نحو أكثر فعالية في عمليات النقل وإنشاء المرافق التعليمية التي يقوم بها أبناء المناطق أنفسهم، دون الحاجة لنقل وتنقل من بعيد، وذلك يمكن أن يأتي في إطار خطط بعيدة المدى خاصة بالنسبة للمناطق النائية، فطالما وجدت بيئات حضرية مأهولة فمن المهم أن تتوافر الإمكانيات التي تجعل توظيف أبنائها في منشآتهم أكثر حيوية.نقدر لوزارة التعليم جهودها في هذا المجال ونطمح لأن تتجه بحلولها لكثير من مشكلات التعليم والخدمات التي ترتبط به، فعليها مسؤوليات وأعباء جسام ومع مرور الوقت لم تتوافر الحلول الجذرية المناسبة، وما حدث أخيرا يحمل مؤشرات بمعالجات مهمة وذات أثر فاعل على صعيد العملية التعليمية، ومتى وصلنا المرحلة التي لا نحتاج فيها لنقل المعلمات فذلك يعني تطورا متقدما في تأسيس البنية التعليمية المتكاملة التي نطمح اليها، ولكن من المهم أن تكون هناك خطط لذلك ومنهج عمل للوصول اليه، وليس أفضل من أن تكتفي كل منطقة أو محافظة ببنيها في كل متعلقات العملية التعليمية دون الحاجة لمشقة التنقل وما يصاحبها من مخاطر والتي نتوقع أن تقل كثيرا بعد الخطوة الأخيرة للوزارة.