د. جاسم المطوع

8 مشاريع ناجحة ملهمة من الأطفال

كثير من الأفكار المطروحة بالسوق اليوم كانت بدايتها عبارة عن حاجة احتاجتها الأم لطفلها فلم تجدها بالسوق، ففكرت أن تعمل مشروعا يخدم طفلها ويخدم باقي الأمهات وكما قيل الحاجة أم الاختراع، فالمشروع الأول هو لأم أرادت أن تعلم طفلها اللغة العربية بطريقة مميزة فلم تجد في بلدها من يحقق لها حلمها، فأسست حضانة لتعليم طفلها وأطفال الآخرين ونجح المشروع نجاحا باهرا ثم فتحت حضانة ثانية وثالثة واستمر النجاح، والمشروع الثاني هو مكتبة «عالمي الممتع» فقد أسسناها منذ 15 سنة بسبب عدم توافر قصص للأطفال تتناسب مع مراحلهم السنية، وتتحدث عن علمائنا بطريقة جميلة ومبدعة وممتعة للطفل، وعندما أطلقنا المشروع ما كنا نتوقع هذا النجاح الباهر له، فقد طبق في أكثر من 250 مدرسة وأفاد أكثر من 100000 طفل حتى الآن. والمشروع الثالث هو قصة (بيبي ذات الجوارب) للكاتبة السويدية (أستريد لندجرين) من أشهر الكتب في أدب الأطفال ومصنفة بالمرتبة 18 بالعالم من حيث كثرة الترجمة، إذ ترجمت مؤلفاتها لأكثر من 60 لغة، وقد استلهمت قصة نجاحها كونها أما ولديها طفلة فقد كانت تحكي للأطفال سلسلة قصص (بيبي ذات الجوارب الطويلة) وكانت ترويها لتسلية ابنتها فترة مرضها بالالتهاب الرئوي.فالأطفال ملهمون في المشاريع الخيرية أو التجارية. وأما المشروع الرابع فإني أعرف أمًا أسست مركزا لرعاية أطفال التوحد بسبب طفلها، وكبر المشروع حتى صار يخدم أكثر من 300 طفل من أطفال التوحد، والمشروع الخامس هو أني أعرف طفلة تحب ركوب الخيل ولا يوجد اسطبل لتدريب البنات على ركوب الخيل في بلدها، فأسس والدها اسطبلا من أجلها ثم صار هذا الأسطبل مشروعا تجاريا كبيرا لخدمة البنات والنساء في بلدها.وأما المشروع السادس فكلنا نعرف لعبة (باربي) الشهيرة، فقد استلهمتها أم من ابنتها وهي من تصميم الأم الأمريكية (روث هاندلر) وزوجها لديه محل للإطارات، ولكنها شاهدت ابنتها (باربارا) تصنع دمية من الورق لصديقتها وتلعب بها فقررت اختراع دمية تشبه ابنتها وتسمى باسم الدلع لابنتها (باربي) ولها جسد امرأة وثياب أنيقة فكان اختراع العروسة (باربي) عام 1959 م فلما نالت شهرة بعدها بعامين قدمت لعبة (كين) التي تحمل اسم ابنها وجنت من وراء هذه الأفكار أرباحا طائلة وخلدت ذكراها بدافع الأمومة. والمشروع السابع قصة نجاح خدمة (معين) التربوية الإلكترونية، فهو موقع الكتروني وتطبيق ينزل على الهاتف يساعد الأمهات والآباء في وضع خطة تربوية لأطفالهم ويتابع معهم تطبيق الخطة وغرس القيم للأطفال بحسب عمرهم، ويوفر لهم خدمة الاستشارات التربوية على مدار الساعة لحل مشاكل الأطفال من عمر 2 إلى 15 سنة. والمشروع الثامن والأخير في مقالنا فهو قصة (ماريون دونوفان) فقد كان سبب نجاحها أنها أم من أصل أمريكي وكانت تعاني من حفاظات الأبناء القماشية فابتكرت حفاظات المقاومة للتسريب عام 1949م، وقد فكرت بهذا الابتكار بعدما أرهقها غسل الحفاظات القماشية، وقد فكرت أن تقطع قطعة من البلاستيك من ستارة الحمام لتطويرها للحفاظات ليكون مقاوما للماء، ثم طورت الحفاظات باستخدام الكباس البلاستيك بدل الدبابيس وحصلت على أربع براءات اختراع. هذه المشاريع تعلمنا أن لا نستهين بأي فكرة يقولها الأطفال وإنما نستمع لهم ونتحاور معهم ونحاول أن نحول أفكارهم لمنتجات عملية وواقعية، فطفل أصحاب الأخدود كان سببا في إيمان قومه كلهم.