«روائع آثار المملكة» في كوريا تلاقٍ لحضارتين عظيمتين
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني أن معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» الذي فتح أبوابه في العاصمة الكورية الجنوبية سيئول هو ليس فقط عن الآثار، بل للتعريف بدولة مهمة على المستوى العالمي وشريك أساسي ساهم في بناء اقتصاد كوريا الحديث. وقال سموه في تصريحات لوسائل الإعلام بعد افتتاح المعرض امس الأول (الاثنين): «هذا المعرض هو تلاق لحضارتين عظيمتين، وهو ليس قطعا أثرية فحسب بل رسالة للتعاون بين الشركاء، والتعارف مع من نتبادل معهم اقتصاديا وننسق سياسيا، فالشعوب والحكومات تعزز من تعاملها وثقتها بمقدار معرفتها بعراقة من تتعامل معه ومكانته عبر الزمن، والبشر مجبولون على زيادة التعاون مع من يعرفون أهميته ومكانته الحضارية، فمثلما أن لدى الكوريين اعتزازا بتراثهم الذي يعود لخمسة آلاف سنة فإن السعوديين يقفون في الجزيرة العربية على تعاقب حضاري لآلاف السنين، وحضاراتهم أثرت العالم وأضافت للموروث الإنساني منذ بدايات التاريخ، وكانت هي مهد هذه الحضارات ونقطة التقاء للتجارة العالمية والهجرات البشرية ومنطلقا لها، لتتوج ذلك بأن كانت مهد رسالة الإسلام العظيم الذي انتشر في أصقاع الأرض ومتمما للحضارات التي سبقته ومثريا للبشرية بعد نزول خاتمة الرسالات في الأرض التي اختارها الله لتكون منطلقا لرسالته السمحة».وأشار سمو رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني إلى أن المعرض يعد أول معرض ثقافي حضاري بهذا الحجم يقام في كوريا لدولة أكد المسؤولون الكوريون أنها كانت المساهم الأساسي في بناء الاقتصاد الكوري، مضيفا إن المعرض يكسب أهمية خاصة لأصدقائنا الكوريين الذين يحفظون للسعودية الكثير من الفضل في ازدهار اقتصادهم وتقدم بلادهم، وهو الدور الذي نص عليه مؤسس اقتصاد كوريا الحديثة في كتابه، ويحفظه مسؤولو الدولة والمطلعون على حراكها الاقتصادي، ويمثل هذا النوع من المعارض حاجة أساس لتقديم المملكة بوصفها دولة ذات حضارة وتاريخ عريق وحضور عالمي مهم، ونافذة يطل العالم منها على حضارة المملكة وثقافتها وأسرار قوتها ونمائها.وكان معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» قد افتتح الاثنين الماضي في المتحف الوطني بالعاصمة الكورية الجنوبية سيئول، برعاية صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، ومعالي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الاستراتيجية والمالية الكوري الدكتور يو إل هو، وبحضور خالد بن عبدالعزيز الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، إضافة لحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية كوريا الجنوبية الدكتور رياض المباركي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية الصين تركي الماضي، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى اليابان أحمد البراك، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى الهند الدكتور سعود الساطي، ورئيس مجلس الأعمال السعودي الكوري عبدالعزيز الركبان، ونائب رئيس أرامكو المهندس ناصر النفيسي، وسفير جمهورية كوريا لدى المملكة كوون بيونغ، وعدد من كبار المسؤولين الكوريين. وقص سموه ومعالي نائب رئيس الوزراء الكوري شريط افتتاح المعرض، حيث تجولا والضيوف في المعرض الذي يحوي (466) قطعة أثرية نادرة تعرف بالبعد الحضاري للمملكة وارثها الثقافي، وما شهدته أرضها من تداول حضاري عبر الحقب التاريخية المختلفة. وتغطي قطع المعرض الفترة التي تمتد من العصر الحجري القديم (مليون سنة قبل الميلاد) منذ عصور ما قبل التاريخ إلى العصور القديمة السابقة للإسلام، ثم حضارات الممالك العربية المبكرة والوسيطة والمتأخرة، مرورا بالفترة الإسلامية والفترة الإسلامية الوسيطة، حتى نشأة الدولة السعودية بأطوارها الثلاثة منذ عام 1744م إلى عهد الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله-.