هيئة السياحة والتراث ومرحلتها الاستثنائية
هي تمر بالفعل بمرحلة استثنائية اذا ما تم الرجوع الى ميزانيتها العامة الأخيرة، فثمة مشروعات حيوية تقوم الهيئة بتنفيذها مما يدفع للقول إن صناعة السياحة بالمملكة تمر اليوم بقفزة نوعية ملحوظة سوف يكون لها الأثر الفاعل في دفع هذه الصناعة الوليدة الى مراحل جديدة ستظهر على أرض الواقع في القريب العاجل.لقد بلغ اجمالي ميزانية الهيئة الأخيرة مليارا ومائة وعشرة آلاف ريال، وهذا يعني فيما يعنيه بقراءة لأرقام الميزانية المنفرطة أن نسبة النمو في الميزانية بلغت نحو سبعين بالمائة موزعة على الميزانية التشغيلية وقطاع السياحة وقطاع التراث الحضاري.والميزانية الأخيرة تعد الأضخم منذ تأسيس الهيئة، وتولي الحكومة الرشيدة لقطاع السياحة والتراث الوطني أهمية خاصة على طريق أخذها بنهج التحول الوطني الذي يقف على رأس تنفيذه البحث عن منافذ جديدة للدخل، وعدم الاتكاء الكلي على النفط كمصدر وحيد للدخل.وهذا النهج اضافة الى برنامج رؤية المملكة الطموح 2030 لدعم الاقتصاد الوطني بالمملكة، جاءت الصناعة السياحية لتضيف بعدا جديدا على مسار تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد وطني جديد للمملكة يبنى على أسس قوية من دعائمها إنفاذ المشروعات الجديدة في عدة مجالات وميادين، ومنها المشروعات ذات العلاقة بالسياحة والتراث الوطني.والقفزات التي حققتها الهيئة في هذا المجال واضحة تماما على طريق انشاء صناعة تنموية متكاملة للسياحة والتراث، على اعتبار أنهما يمثلان بكل تفاصيلهما وجزئياتهما رافدين مهمين من روافد الاقتصاد الوطني الجديد.نفذت الهيئة سلسلة من المشروعات السياحية الحيوية حيث تم التعاقد على انفاذ خمسة مشروعات ذات علاقة بالتراث الحضاري للمملكة، شملت تصميم العروض المتحفية لسبعة متاحف بمحافظة الأحساء وتطوير وتوسعة متاحف أخرى بالجوف ونجران وتبوك.والهدف الأساس من تنفيذ تلك المشروعات وغيرها في سائر مناطق المملكة ومحافظاتها ومدنها الرئيسية وغير الرئيسية هو ضمان تحقيق الأهداف والغايات المرجوة من برنامج التحول الوطني ورؤية المملكة 2030، وتحقيقا للمضي في هذا المسعى فقد خصصت الهيئة أربعة عشر مليون ريال لانشاء وتشغيل مكتب تحقيق الرؤية بالهيئة لمتابعة تنفيذ كافة المبادرات السياحية التي من شأنها خدمة تلك الرؤية الطموح.وقد تم الاتفاق على تنفيذ سلسلة من المشروعات الهامة بالهيئة كبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري وهو أحد البرامج الهامة لتعزيز مبادرات الهيئة في برنامج التحول الوطني، ويهدف هذا البرنامج لتحقيق الحماية والمعرفة والوعي والاهتمام والتأهيل والتنمية بمكونات التراث الثقافي الوطني وتحويله الى جزء لا يتجزأ من حياة وذاكرة المواطن، وتفعيله ضمن الثقافة اليومية للمجتمع السعودي وتعميق روح المواطنة بحيث يتحول التاريخ والتراث الى عنصرين هامين من عناصر تعزيز الانتماء للوطن في نفوس وعقول وقلوب الناشئة.هذه خطوة حيوية للغاية قطعت الهيئة فيها شوطا بعيدا، كما أن الهيئة بصدد تطوير وتحديث التراث العمراني والمدن التاريخية، وهو مسار سوف يشجع القطاع الخاص على خوض غمار الاستثمار في عدة مجالات هامة تهدف في مجملها لتطوير المباني التراثية والتاريخية، وقد بدئ بالفعل في انفاذ هذا المشروع من خلال المرحلة الأولى بواحة الأحساء حيث تم تأهيل وتطوير مجموعة من المباني التراثية بهذه الواحة.وغني عن الذكر أن الهيئة تعمل حاليا على تنفيذ مشروعات أخرى لا تقل أهمية كتأهيل وتشغيل المواقع الأثرية القابلة للزيارة وتطوير مراكز الابداع الحر في وتأسيس شركات التراث العمراني والبدء في انفاذ برامج التوعية والتعريف بالتراث.