نجيب الزامل

نجيبيات رمضانية

هل أتيحت لك الفرصة يوما أن تلتقي مجموعة من اللاجئين أو النازحين؟ ربما لا. ولكنك تشعر بما يشعرون ويواجهون، هنا تكمن إنسانيتك. إنك متى شعرت وأحسست ولمست وأدركت أنهم أناس مثلك، فقدوا ديارهم، وأمنهم، وشُرِّدوا بعيدا عما ألِفوه من ناسهم، وما عاشوا فيه من أوطانهم، وصاروا مواكب حزن بشري بلا هوية، بلا مكان، بلا حاضر، وبلا مستقبل. يجرّون أنفسَهم ثقالى من ألم الأحمال، وأحمالهم هي الحزن والتيه والقهر والعذاب والضياع والظلمة وهرس كرامتهم في كل مكان كل وقت وكل ظرف. ستلاحظ أنهم يعيشون معًا، كل فرد منهم يستجدي أمانًا وهميًا من الآخر، كل منهم يلتصق بالآخر لأن كل فرد منهم وطن وملاذ للآخر. وبينما تتقاسم العائلات الطعام سويا على وجبات ثلاث في اليوم، يتقاسم هؤلاء المعذبون في الأرض وجباتِ العذاب طيلة اليوم. بشر مثلك ومثلي، آباء وأمهات وأخوات وإخوان وبنات عمومة وبنو عمومة مثلنا كلنا لا يعرفون من خريطة الحياة سوى طريق الآلام.. الشعور بما يعانون يحرر ضميرك لتفعل لهم شيئا من أجل الله ثم من أجلهم.. ثم لأمر مهم: من أجلك أنت!