نجيبيات رمضانية
هل كل طريق أجزم أنه صحيح ستجزم أنت أيضا بصحته؟ من يحدد لنا الطريق الصحيح؟ الحياة مرة واحدة ووقتها قصير، ولا يسع أن نجرب طرقا كثيرة، فلا بد من طريق نطمئن له في حياتنا وبعد مماتنا. تلك أسئلة ليست جديدة، سألها الفلاسفة من فجر تاريخ الفلسفة، وعاش الرواقيون أعمارا يناقشونها، وكان المعتزلة يطرحونها أمام أي موضوع.. وتبقى الأجوبة معلقة عبر كل العصور. لكننا لا نتكلم بحجم التساؤل الكوني، نتكلم عن أنفسنا، عنك وعني، وعن أسرتك وأسرتي. كيف أعرف وجدانا وعقلا الطريق الصحيح، وأسير عليه؟ معظمنا قلق. ولا أظن أن أحدًا يخلو من القلق على مصيره اليوم وغدا وبعد غد، ومصير أولاده من بعده. ما أؤمن أنا وأنت بأنه الطريق الصحيح، قد يراه غيرنا طريقاً ناقصاً ومستلباً.. لن تتفق البشرية على طريق واحد صحيح. ستصحو كل يوم وأنت تعيش على كوكب الأرض، ولا بد أن تعمل شيئا لأجلك. ضع أنت علامات طريقك، وكتف الطريق الذي لا تخرج عنه.علامات طريقك كمسلم تتبع هدْي شريعتك، ثم بما تؤمن به عميقًا بقلبك، وتخطط له برويةٍ وتأنٍّ بعقلك، فتعمل على تحقيقه بجدٍ واجتهاد.ثم اترك على الله ما يجري بقية الطريق!