نجيب الزامل

نجيبيات رمضانية

إني من الذين يعتقدون أن بعض أمراضنا نسببها لأنفسنا. فأجسادنا مرآة لما نفكر وما نعتقد به. جسدنا دوما يتحدث إلينا ولكننا لا نصغي إليه، أو أننا لا نحسن الإصغاء.ولو استمعنا لصوت أجسادنا لتغير نمط حياتنا وعشنا حياة أقل عِللًا وأمراضاً. تأكد أن كل خلية في جسدك تستجيب لكل ما تفعل، وكل ما تقول، وكل ما تفكر أو تصدق به. وأكثر ما يضر صحتنا العادات السيئة. وكلها بلا استثناء، تحت مظلة معتمة اسمها السلبية. السلبية لا تبقى مسألة حالة أو مزاج أو سلوك، بل تؤثر سلباً في الدماغ، وفي بقية صحة الجسد. فالغاضبون مثلًا يفرزون هرموناتٍ مؤذية تضر أعضاء رئيسة في أبدانهم. وكذلك الغيرة والحسد والكراهية تأكل من لحمنا الحي، وتقودنا مع الزمن لمرضين؛ مرض البدن، واعتلال الذهن. وعينا المنطقي وحبنا الغريزي لأنفسنا يجعلنا لا نقبل أن نختار لأبداننا التهالك والتهاوي.ويحق لأي منا أن يسأل: لماذا أضر نفسي ولا أحد يصله هذا الأذى غيري؟ فلتنصرف مشاعري السلبية إلى أغوار الأرض، ولأستقبل من الآن الإيجابية لأنها خيار صحتي. ولن أهتم بعد ذلك لمن يقول لي غير ذلك. فهي صحتي أنا لا صحته.