بندر السفير

نهاية الصندوق.. نهاية التوطين

لا يمكن بأي حال من الأحوال التغلب على أزمة البطالة بالمملكة إلا من خلال أمرين لا ثالث لهما، الأول: خلق وظائف جديدة وهو أمر من المفترض أنه مناط بهيئة توليد الوظائف ومكافحة البطالة والتي تأسست منذ سنتين ولم نلمس منها شيئا حتى هذه اللحظة لكن (كل تأخيرة فيها خيرة) بإذن الله، والأمر الآخر هو إحلال تدريجي ممنهج للسعوديين مكان الأجانب في وظائف (لائقة) حسب ما نص عليه برنامج التحول الوطني، ولكل أمر من الأمرين تفاصيل عدة وآليات مختلفة ليس هذا موضع مناقشتها. ولكن خلق وظائف جديدة يتطلب وقتا أطول وعملا أكبر مما نتخيل، أما الإحلال فهو أقرب الحلول وقد سبق وتكلمت عنه بإسهاب قبل سنة ونصف السنة تقريبا بمقالة عنوانها (الحل هو الإحلال)، ولكي ينجح إحلال أي سعودي مكان أجنبي يجب أن نضمن أمرين وهما: أن تكون تكلفة السعودي مقاربة لتكلفة الأجنبي وأن يكون السعودي مؤهلا ومدربا بشكل تنافسي لشغل مكان الأجنبي بكل كفاءة واقتدار، وهذا هو المفترض أن يكون دور صندوق تنمية الموارد البشرية. فصندوق تنمية الموارد البشرية يدعم توظيف السعوديين بمبالغ مادية ومكافآت أعتقد أنها مجزية لتقليص فجوة التكلفة بين السعوديين والأجانب وأجزم بأنه يقوم بدور جيد في هذا الصدد وإن كان يحتاج لقليل من (الرتوش)، أما على مستوى التدريب ونقل المعرفة فلم يقدم الصندوق مستوى التدريب المأمول الذي يعطي الثقة المطلقة لصاحب العمل لإحلال السعودي مكان الأجنبي دون تردد، وأعتقد أن هذه هي إحدى المهام الجسيمة لمدير الصندوق الجديد السيد صالح العمرو إضافة للرقابة المالية والتي لفتت الانتباه أكثر مما يجب، لذا فدور صندوق تنمية الموارد البشرية هو دور محوري في عملية التوطين، فتوقف الدعم المادي بين الحين والآخر هو أمر يصيب بعض المنشآت بمقتل وإن كان ذلك التوقف لمراجعة بعض آليات الصرف الداخلية والخارجية، وتقليص عدد فروع الصندوق وحتى الجديد منها، الذي كلف خزينة الصندوق عشرات الملايين وصُمم بشكل (فانتازي) يعرقل الكثير من الإجراءات وإن جيرنا ذلك التقليص للتحول الإلكتروني وخفض التكاليف، ولكن كل ما أخشاه أن نفيق يوما على خبر إيقاف عمل الصندوق أو إلغاء نشاطه عندها ستكون نهاية الصندوق هي نهاية التوطين. وفي الختام.. لا أجد مشكلة في تقليص عدد الفروع؛ بشرط توافر كافة الخدمات إلكترونيا بكل يسر وسهولة إضافة لوجود دعم فني متقدم، كما أنه لا ضير في توقف الدعم لمراجعته سريعا شريطة ربط قيمته بمعيار فارق التكلفة بين السعودي والأجنبي، كما يجب أن تكون كفاءة الموظف الأجنبي المميز هي Benchmark وأحد مؤشرات أداء تدريب السعوديين ليحلوا محل الكثير من الأجانب، حينها سيؤدي الصندوق أمانته ودوره الحقيقي في طريق التوطين.دمتم بخير،،،