مطلق العنزي

سقط الهياط الصخاب.. ونجح الملك

المهايطون يكثرون الضجيج ويخترعون بطولات باسم تحرير فلسطين والأقصى، وسموا أنفسهم، خداعاً وبهتاناً، «مقاومين» ووظفوا فلسطين والأقصى في كل عمل دنيء، حتى في ترويج المخدرات واغتيال الإبرياء وتبرير الممارسات الطائفية وغزو المستضعفين ومصادرة منازلهم وممتلكاتهم، وزرع الفتن بين الناس، بل وحتى في مهاجمة اللاجئين الفلسطينيين أنفسهم في سوريا والعراق ولبنان بالقتل والإذلال والاضطهاد.وأيضاً لحق بالزفة الإخوان المسلمون المتحزبون الموظفون الدين في حيازة الدنيا ومتاع الغرور، والقوميون العرب الظلاميون البائسون الذين تجاوزهم العصر والأيام وهم لا يزالون ينوحون على أصنام الأضرحة. هؤلاء أيضاً وجدوا، في توظيف فلسطين والأقصى غطاء لتبرير كل الأخطاء والممارسات الانتهازية الخرقاء، ومارسوا مهمة تسييل الشعارات، وأكفف المصفقين المغرر بهم، إلى بضائع وأسواق وصفقات تجارية وهدايا ومنح وأمجاد، ودنيا بلا آخرة، ويرضون الناس بأفواههم وتأبى قلوبهم.وهؤلاء وأولئك، في أوقات «الفضاوات» والفراغ لا يعيون من كيل المديح لأصنام حزبية اتخذوها أربابا من دون الله، افاضوا عليها التمجيد وصفات العصمة والألقاب، لكن في أوقات الأزمات، وحينما تصعد إسرائيل من عدوانها ضد الفلسطينيين والأقصى والقدس، يبطل عمل البطولات ويصمت الضجيج وتخرس الألسن ويولي المنافقون الأدبار ويضل عنهم ما كانوا يفترون، إلا من توجيه اللوم إلى المملكة. وينسون أنهم هم الذين منحوا أنفسهم البطولات، حقاً حصرياً لا شريك لهم.الموقف المخلص الحازم لم يأت لا من ضجيج هؤلاء ولا من رغاء أولئك، بل جاء الملك سلمان بن عبدالعزيز، خادم البيت الأمين المأمون، إذ يعيش الأقصى في نبض قلبه وحدقة العين، لكنه لا يكثر الضجيج ولا يهندس الخدع ولا يوظف لا فلسطين ولا الأقصى رجاء لدنيا يصيبها، ولا يوظف أغلى المقدسات من أجل حزب أو تصفيق منافق، ولا يتعاطى خطابات خداع الجماهير ولا يتاجر بعواطفها وشجونها وآلامها. وإنما يرى أن مقاومة العدوان مسئولية تتطلب الإخلاص والحكمة والحنكة والتدبر البصير، لهذا بدأ خادم الحرمين الشريفين، بما يستطيع ويتمكن، اتصالات لوقف العدوان الصهيوني الأخير على الأقصى. وتكللت جهوده بالنجاح، فيما لا يزال أهل الدنيا المتحزبون الصخابون، ممسكين بميكرفوناتهم الفضائية، يرعدون ويشتمون ويلِغون في الذمم والأعراض والنوايا ويلتذذون بأكل اللحوم المحرمة، ويختلقون القصص ويهولون، ويتعاطون السوء وهم يعلمون، وما ينتهون من شهوة الكلام، لكنهم يحجمون، بقصد وترصد، عن الفعل، بل وجن جنونهم وفاضت أنفسهم بالفجور، حين علموا بنجاح جهود الملك سلمان في رفع الإجراءات الصهيونية عن الأقصى، وحاولوا التشكيك والتقليل والتهوين من هذه الجهود المخلصة. ولو لم تكن تلك أهواؤهم وسجاياهم، لما استعصى تحرير فلسطين ولما هان العرب ولما ذلوا واستخفت بهم الأمم.*وترمدينة الأقداس..ومهوى أفئدة المؤمنين..قبلة الأنبياء والمآذن وثرى الزيتون..قصيدة التاريخ والكروم.وشجن الآلام منذ عرايا السبي البابليوسيوف بختنصر..وسرير نرجس شارونحتى بنادق السبي الصهيونيومجلس الخوف، والجنائز..