عبداللطيف المحيسن- الهفوف

بعد نصف قرن من الاختفاء.. سور الكوت يعود إلى الحياة

يعتبر سور الكوت والذي يعني الحصن أحد المعالم الأثرية في محافظة الأحساء، وسمي الكوت بذلك لأنه محاط بسور وخندق يفصله عن بقية المدينة وكان يسمى سابقاً «حصن الكوت». يقول المؤرخ والباحث في تاريخ الأحساء عبدالرحمن الملا: تم بناء سور الكوت في العهد التركي مقر إقامة الحامية العثمانية من أجل حفظ الأمن في البلاد في تلك المنطقة، وهو محصن من جهاته الأربع بأسوار مُحكمة البناء، وأول من حصّن قلعة الكوت وبنى أسوارها هم الولاة العثمانيون في نهاية القرن العاشر الهجري، وقد اتخذوا من الكوت مقرا لإقامتهم، فبنوا فيه المساجد والجوامع.ويضيف الملا: إن حي الكوت له دروازتان: الكوت الشرقية، والتي كانت تسمى ببوابة الفتح، وهي عبارة عن بناء من دورين مدمج مع السور ويبرز منه برج القلعة الأسطواني والذي يعد من العناصر التي تتميز بها الدروازة، ودراوزة أخرى تطل على الفريج الشمالي وهما منفذ قديم للأحساء. ويشير الملا إلى أن هناك الكثير من الدراويز، منها دروازة الحداديد وغيرها والتي تحتاج إلى عناية واهتمام من الجهات المعنية لما تحمل من تاريخ عريق. يُذكر أن أمانة الأحساء أعادت بناء سور حي الكوت بعد 50 عاما من اختفائه عبر دروازة كبيرة ذات طابع عمراني تاريخي تواكب التوسع العمراني والتجاري بالمنطقة، وتأتي إعادة بناء السور ضمن مشروع تطوير الواجهة الشرقية لحي الكوت القديم وهو عبارة عن حائط عريض من الطين يتجاوز عرضه 5 أمتار، بينما لم يتجاوز عرض السور الجديد 80 سم، وارتفاع عشرة أمتار، وقد ضم مجموعة متكررة من العقود «الأقواس» بطول 200 متر تقريباً ورُوعي أن تكون جميع العناصر المعمارية مستمدة من العمارة المحلية في الأحساء، كما تم عمل فتحات في السور للمشاة بين كل 30 مترا تقريباً وزودت تلك الفتحات بدرجات ومنحدرات، وينتهي السور من الجهة الشمالية بـ «دروازة الكوت» والتي كانت تسمى بوابة الفتح. فيما يوجد في حي الكوت الكثير من المعالم الأثرية منها المساجد والجوامع القديمة التي يعود تأسيسها إلى عدة قرون، ومن بينها المسجد الجبري ويقع في حي الكوت، وقد أسسه سيف بن حسين الجبري في الربع الأول من القرن التاسع الهجري، ومسجد الدبس ويقع في حي الكوت وقد أسسه الوالي العثماني محمد باشا فروخ سنة 963هـ، وكانت له منارة على طراز معماري عجيب.