د. شلاش الضبعان

لا يحق لصاحبة الفكر أن تغيب!

قليلات خبرة وصغيرات سن وأسماء مستعارة تتصدى لقضايا المرأة في بلادنا، وفي أحيان كثيرة تقاد في اتجاه محدد ومرسوم سلفاً، وسط تصفيق من منتفعين وأسماء مستعارة، بينما تُغيّب -وتغيب- في هذه الضوضاء صاحبات الفكر السليم والداعيات للنهضة الحقيقية بالمرأة! هذه هي الحال هذه الأيام وللأسف! «وضع المرأة في بلادنا ليس مثالياً ولا هو طموحنا!».. ولكن عندما نقيس بمعايير الفطرة، ودين الفطرة الذي شرفنا المولى بأنه جعله دستورنا، وهي المعايير الثابتة والمحددة والصادقة والتي لن ترقى البشرية إلا بتطبيقها، نجدها تركز على قيم أساسية وتنطلق منها، كالحياء والسعي للفضيلة وكون المرأة مختلفة عن الرجل، ولها مسارها الخاص والمكمل في تحقيق الأهداف الكبرى التي وجدت البشرية على وجه الأرض من أجل إنجازها وحماية ما تحقق من مكتسبات، ونجد المرأة المسلمة عموماً والسعودية خصوصاً تقدم أنموذجاً أخلاقياً وقيمياً راقياً يحق لنا أن نفخر به، فالعالم بأشد الحاجة إليه، ولذلك يجب أن يُقدّم هذا الأنموذج بأبهى وأصدق صورة، مع ضرورة الصبر والثبات ووضوح الأهداف واستحضار الرحمة والسعي لإنقاذ البشرية من طريقها المدمر الذي ترعب مآلاته العقلاء، خصوصاً أن الهجمة المضادة شرسة وقاسية ومدمرة، وفوق ذلك تملك وللأسف عوامل الجذب والإغراء! المشكلة أن بعض أخواتنا وبناتنا -وهي نسبة ليست كبيرة ولكنها موجودة وصوتها عالٍ- رضيت بالدون، وجعلت المرأة وقضاياها كرة بين أقدام المتنافسين يتقاذفوها في مبارياتهم العبثية، فغابت القضايا الحقيقية وانقلب الهرم، بل واستغل هذا الإشغال لحرمان المرأة مما هو حق لها حقيقة، فمجتمعنا ما زال في موقعه والمرأة فيه كالرجل ما زالت تحتاج إلى الكثير!.ليت الأخوات اللاتي وفقهن الله لامتلاك الفكر والعلم والوسائل التي تعينهن على المطالبة بحقوقهن، يحرصن -وهن الأعلم باحتياجات بنات جنسهن- على ما يرقى بالمرأة حقيقة، ويضعها في المكان الذي يليق بها، بدلاً من الإشغال والانشغال بتوافه وأمور هامشية لا تقدم إلا أن تجعل المرأة وقوداً لصراعات عبثية، لم ولن نجني منها إلا مزيداً من الشتات والفرقة بل والتخلف للمجتمع وللمرأة!.