الإيمان ثم العمل ثم المكافأة
ننطلق على بركة الله في سلسلة «معمل التغيير» والذي سنمزج فيه العديد من العناصر ونناقش الكثير من المواضيع التي من شأنها رسم المسار وإضاءة الطريق للتطوير وتحسين الأداء المؤسسي وذلك بهدف المساهمة في مواكبة خطط التنمية الوطنية المستقبلية.حديثنا الأول في هذه السلسلة يدعونا بدايةً للتأمل في قوله تعالى «إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات إنا لا نضيع أجر من أحسن عملا». هذه الآية الكريمة هي بمثابة قاعدة إدارية للمنظمات حددت مثلث التغيير وخارطة الطريق فيه عبر ثلاثة محكات رئيسة: الأول وهو الإيمان بالتغيير ومشاريعه وبرامجه في المنظمة، إذ إن نجاح تلك المشاريع يقبع على مدى القناعة بها لكي تضمحل وتتلاشى المقاومة المحتمل مواجهتها سواءً على مستوى القادة في أعلى الهرم والذي ينتج عنه تصدع الثقة في دورهم، أو على المستويات الأخرى في الهيكل التنظيمي مما يضاعف التحدي أمام صناع التغيير لإيجاد نقاط الالتقاء بين أهداف تلك المشاريع وعوائدها على الأفراد، والتركيز على المكتسبات السريعة حتى يتبنوا هذه المشاريع ويحققوا مفهوم «حب ما تعمل واعمل ما تحب» الذي لا يتم إلا بالإيمان والقناعة.أما المحك الثاني فهو اختيار المشاريع المناسبة الصحيحة للتغيير وإتقان العمل فيها، إذ لا بد من وجهة نظري أن تركز هذه المشاريع على تغيير الفكر لدى الأفراد أولاً ومن ثم التغيير المؤسسي «إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم»، ويؤيد ذلك كارلوس غصن رئيس مجلس إدارة شركة نيسان بقوله «لكي تغير شركة ما، غير العقول أولاً». ثالثاً: وأخيراً تأتي مكافأة العمل النوعي المتقن وهي العوائد والأرباح التي ستحققها المنظمة من تطبيق مشاريع التطوير والتي ستجنيها من العملاء. وعلى صعيد آخر تقدم هذه الآية القرآنية درساً مهماً ورسالةً للموظفين الذين آمنوا بالتغيير ووضعوا فضيلة إحسان العمل نصب أعينهم، ولم يجدوا التقدير من رؤسائهم بأن الله لن يضيع جهدهم وأجرهم حتى ولو بعد حين.