نجاح الحج.. وذو الوجهَين
█ الصديق يسُرُّه نجاح المملكة في كل الأمور، فما بالك إذا كان النجاح استثنائيًّا في كل شيء بحجم موسم الحج، أما العدو فلن يهدأ له بال حتى يتوهَّم بعينه العمياء نقطة سوداء.وحتمًا ستنكشف رأس ذي الوجهَين «المنافق»، ولن يهنأ، ولا يستطيع أن يتّهم، ولكنه يتحيَّن فرصة الظفر بنقطة سوداء واحدة «إن وُجدت» في الثوب الأبيض.█ إعلان نجاح الحج ليس دعاية إعلامية أو فبركة سياسية، فهذان فنَّان لا يُجيدهما سوى أشباه الأنظمة التي تُدَار بلعبة الكراسي المتحركة.█ عندما أعلن الأمير خالد الفيصل أمير مكة المكرمة، نجاح الموسم.. كان نِعْمَ المُعلِن والإعلان لرجل السياسة والحِكمة، وهو يزفُّ البُشرى السارَّة للعالم الإسلامي.█ نجاح المملكة لم يأتِ من فراغ، ولم يتحقق لها وهي على كُرسيّها، إنما جاء تتويجًا لمسيرة عمل دؤوب في إدارة الأزمات بمواسم الحج الماضية، واستطاعت بخبراتها المتراكمة القفز على جميع التحديات.█ لقد سجَّل التاريخ وقوع عدة حوادث في مواسم حج سابقة وتنوَّعت أسبابها بين حريق أو تخريب، وتعلَّمت المملكة من الحوادث، وطوَّرت منظومتها الداخلية بالعديد من الإجراءات لاستقبال أكبر تجمُّع بشري في العالم؛ لتحقق في النهاية سعادة المسلمين في ختام الموسم الاستثنائي.█ نتبادل مع الأصدقاء التهاني، ونعلم مدى غيظ عدوِّنا، ولذا يجب علينا اليقظة، وألَّا نغفل عن ذي الوجهَين الذي ينتظر حادثًا - لا قدَّر الله - ليفرح به، وهو عادة لا يعترف بنجاح الحج أو حتى بالتهنئة.█ قبل يومَين.. تناقل بعض الإعلاميين البعيدين عن الواقع وبعض منصات التواصل الاجتماعي حريقًا محدودًا في مستودع لتخزين أثاث بالمعيصم - خارج نطاق المشاعر المقدسة ـ ¿¿ وكأنه كنز ثمين طالما بحثوا عنه طوال موسم الحج، ولكن خابوا، وخاب مسعاهم بنجاح رجال الدفاع المدني في السيطرة عليه خلال وقتٍ قياسيّ، ونقلت إدارة الطوارئ في الحج المعلومة بسرعة وشفافية، وفشلت معها مجددًا مساعي أصحاب النوايا الخبيثة.█ نجاح الحج تحقق بقيادةٍ سياسيةٍ حكيمة، ورجالٍ خدموا ضيوف الرحمن بتفانٍ وإخلاصٍ، ومرابطين على حدود الوطن، وزملاءٍ لهم عيْنهم ساهرة على حفظ الأمن، وبدعاء مُخلص من القلب إلى باب السماء، كان مفتوحًا.ختامًا.. قالتها قيادة الحج العليا: سننتظر ملاحظات العاملين ميدانيًّا في الحج لنطورِّها العام القادم.تلك سياسة المملكة في خدمة ضيوف الرحمن لا تتوقف عن التطوير.. وكل عام.. والسعوديون ناجحون.