أ.د. فائز بن سعد الشهري

بشائر العيد!!

بداية، تهنئة خالصة بعيد الأضحى المبارك، وكل عام والجميع بخير، خاصة، أننا نعيش هذه الأيام، كما كل عام، فرحة نجاح موسم حج هذا العام 1438هـ بإحصاءات وأرقام دقيقة، تعكس الدقة والتميز والإبداع في الخدمة المقدمة للحجاج، وتلجم كل مغرض وحاقد. ونسأل الله -عز وجل- أن يتقبل من الحجاج حجهم وأن يعيدهم إلى بلادهم سالمين. أما بشائر العيد محليا، فقد نشر بصحيفة محلية يوم الجمعة الماضي أن إحصاءات حديثة فجرت مفاجأة، مفادها بأن الفجوة بين السكان والمساكن في المملكة ضئيلة جدا خلافا للتوقعات، وأن فائض المساكن في تسع مناطق في المملكة زاد على السكان بنسب تراوحت بين 4 و28%، وكانت الزيادة لمصلحة السكان ضعيفة جدا ولا تتعدى نسبتها 0.04% منذ عام 1992.كما أن الإحصاءات الصادرة في دراسة لمركز الدراسات والبحوث في وزارة الإسكان اعتمدت في نتائجها على مخرجات الأرقام الموثقة من تعداد السكان في المملكة، إذ إن المسح الديموغرافي كشف عن مفارقات على مستوى المناطق الإدارية في المملكة، موضحا أن جميع المناطق حققت تفوقا لمصلحة المساكن على السكان باستثناء أربع مناطق، هي مكة المكرمة والمدينة المنورة، وحائل، وجازان، التي حققت نقصا في مخزونها الإسكاني خلال الـ24 عاما الماضية. وتشير الأرقام نفسها إلى تفوق المساكن على السكان في مناطق، مثل: تبوك، والقصيم، ونجران، والحدود الشمالية، والشرقية، والجوف، وعسير، والرياض، والباحة، بنسب تراوحت بين 4 و28%.في الخبر معلومات مهمة، في مقدمتها ما أشرنا إليه في مقالات سابقة في هذه الصحيفة، طرحت فيها أهمية الوقوف على الفرق بين الحاجة والطلب على الإسكان؛ كون ذلك سيساهم في علاج قضية توفير المسكن إن وجدت.الجهود الخيرة لوزارة الإسكان في مراحل توفير المسكن تتضح بالوقوف على المعلومة الدقيقة وتوثيقها وتحليلها والتثقيف بها لعلاج قضية توفير المسكن وقفل الطريق على الاحتكار والمضاربة في الأراضي والمساكن، التي تتسبب في ارتفاع غير طبيعي في الأسعار يعطل عجلة التنمية المتوازنة والمستدامة بمشاكل اقتصادية واجتماعية وبيئية.وأخيرا وليس آخرا، الإحصاءات الدقيقة لا تفجر مفاجآت بل حقائق تنير الطريق لتخطيط الأراضي بسياسات ومعايير توفر الخدمات ومنها المساكن بأسعار حقيقية طبيعية تساهم في تنمية الإنسان والمكان لتحقيق رؤية المملكة الطموح 2030.