د. مبارك الخالدي

حسن.. لن يكتب للجريدة هذا الأسبوع

لن يكتب للجريدة هذا الأسبوع وكل الأسابيع القادمة، فروح حسن بن ابراهيم السبع صعدت إلى بارئها، وأدبر عنه مشيعوه بعد أن وضعوا جثمانه الطاهر عند بداية الطريق إلى الجنة بإذن الله. لن يكتب حسن السبع مقالة للجريدة، ولا قصيدة، ولن يسلم نفسه للإغواء الأخير فيكتب نصا سرديا إِنْ رواية أو.. قصة!. وسيصبح حسن الكاتب الروائي والشاعر موضوعا للكتابة، أو بالأصح أصبح كذلك منذ شاع خبر وفاته، رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي عرفته (اليوم) كاتبا ثم محررا في (اليوم الثقافي)، ثم كاتب رأي، كانت مقالاته مرايا تعكس عمق وعيه وتفرده ثقافيا ومعرفيا؛ مكتوبةً بلغةٍ سلسة، بليغة، وأنيقة كما كان أنيقا، وصافية كصفاء قلبه.لا أعتقد أن (اليوم) ستجد الطريق سهلا إلى نسيانه، هذا إذا كان نسيانه ممكنا، أو أن تفكر فيه، هذا ما استبعده، خصوصا وانه رحمه الله مضى مخلفا وراءه صداقات وزمالات قوية وحميمية. هذا يجعلني أتوقع، لا أن أقترح، أن تعبر (اليوم) عن وفائها وتقديرها له بأي طريقة تراها مناسبة: ندوة محورها إنتاجه الأدبي، أو طبع مجموعة منتقاة من مقالاته، وهي كثيرة.والمأمول من جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وكما غرد الاعلامي والقاص عبدالله الدحيلان، واقترح الأستاذ علي الدميني (أسرّ لي بذلك عصفور صغير) أن يُزين الاسم «حسن السبع» الدورة القادمة من مهرجانها الشعري الذي تجرى الترتيبات والاستعدادات له الآن.أمّا نادي المنطقة الشرقية الأدبي فلا أعتقد أن مجلس إدارته لن يفكر في تخصيص ندوات وفعاليات دورة قادمة من دورات مهرجان دارين الثقافي لدراسات وابحاث تتناول الإبداع الشعري والنثري لحسن السبع، رحمه الله. لا يخامرني التردد في القول إن في ذلك تشريفا للمهرجان.ليس صعباً تحقيق ما ذكرت، الصعب أو ما لا يمكن تقبله وتصديقه ألاّ تخطر هذه المقترحات أو أخرى مثلها أو مختلفة عنها في أذهان القائمين على هذه المؤسسات.كأني ببعض أصحاب المنتديات يفكرون في تنظيم فعاليات موضوعها حسن السبع إنسانا وكاتبا وشاعرا وروائيا. فليكن ذلك بجهد جماعي منظم، يليق به.لكن ماذا عن طباعة «أعماله الكاملة»؟