لمى الغلاييني

اكنس خيوط العنكبوت

نقطة الانطلاق الحقيقية دوما هي اعتماد موقف إيجابي للحياة، فإن شعرت أحيانا بأن عقلك مليء بشيء من الأفكار القلقة فامنح نفسك وقتا تأمليا قيما لاكتشافها، وتفكيك مبرمجاتها التي تشد انطلاقك، وتخلص من مخلفاتها كما لو أنك تكنس خيوط شبكة عنكبوت.تخيل منظر جدول صغير تشع عليه الشمس فينعكس شعاعها على صفحته ويترقرق قاعه مثل بريق الذهب، فهل يجذبك أن تعيش حياتك ببالٍ شفافٍ رائق مثل ماء ذلك الجدول دون شوائب أو تكلف أو تعقيد.قرر أولا ألا تعلق في أفخاخ عقد النقص أو الاستجابات العدوانية للبعض، وتدرب على ان تتابع سيرك خفيف الحمل كروعة ذاكرة طفل ينسى كل أحداث يومه بعد نوم ليل هانئ.من لديهم عقل هادئ يربحون نعيم العيش ويتمتعون بسلام داخلي عميق، لأن غالبية المتاعب تنبع من ازدحام العقل بضجيج الأفكار وتناقض القناعات وصراع الأصوات الداخلية، ولن يهتز العقل حين يدرك المرء في أعماق قلبه أننا مرتبطون بقوة خالق قدير يخلق ما يشاء من الحلول والأسباب ولا يعجزه شيء، وحين يخبو صوت هذا الاعتقاد بداخلنا سيسهل تقبلنا لفكرة الوقوع كفريسة لمخالب الحياة، كقدر ورقة شجر طافية على نهر، ولكن من يثق بالرحيم فهو يسير دوما رائقا مستمتعا واثقا من قوله تعالى «فإنك بأعيننا».عندما تكون وسط الهموم وشدة الضغوط تشعر بأن قلبك ممزق بين خيارين مختلفين أو أكثر، وتبدأ في فقدان السيطرة، مما يفيدك أن تتمرن على مراقبة طريقة تفكيرك وتنوي أن تسير نحو ما يعود عليك بأقصى قدر من الإيجابية، وستبرز لك حينها الإجابة الأفضل والخيار الأمثل.يجد الناس تبريرات مختلفة لخياراتهم السلبية، وبعضهم يفسر ذلك بمعاناة الأنبياء وأن من الطبيعي أن نعاني مثلهم، ومثل هذه القناعات تجعل بعض الأشخاص يميلون لانتقاء الخيار الذي يزيد تعاستهم لإساءتهم تفسير بعض النصوص، لكن الله كتب على نفسه الرحمة وسيقدم لك العون، ولأن الأمر عائد لحرية إرادتك، فاحرص دوما على نوايا ايجابية تنفعك وتجعلك سعيدا هادئ البال.