كم من فائزة بيننا!
«من أنا مع سيد الخلق وقد شتم واتهم، اللهم اشهد بأني قد سامحت كل من قذفني أو شتمني لجهله بالحقائق».هذا ما كتبته قائدة الثانوية الخامسة عشرة في المدينة المنورة المعلمة القديرة فائزة الرحيلي بعد حملة شعواء شنت عليها في مواقع التواصل الاجتماعي، شارك فيها من لا يفهم، وتبعه من يفهم وللأسف! حيث اتُهمت بأنها تهين الطالبات من خلال شم ملابسهن وكتابة «توجد ريحة» وقد تبين بعد ذلك أنها وضعت الملصقات على الصفوف التي تم صبغها من أجل الطالبات اللاتي يعانين الربو والحساسية!بعد أن اتضحت الأمور بدأ التراجع، وانهالت كلمات الاعتذار التي يظن البعض أنها كافية، ولكنهم لا يدركون كم كان في بحثهم عن السبق والبحث عن المتابعين وبالتالي الجرأة والظلم من تدمير لمميزين ومميزات، وإيذاء لمؤمنين ومؤمنات «وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِيناً».نحتاج للرقابة الربانية قبل كل شيء، كما نحتاج أن نعود إلى قيمنا وعلى رأسها الحياء والصدق، فنحن قوم لنا عقولنا التي نستطيع أن نوازن بها بين المصالح والمفاسد، ومدى منطقية الخبر من ضدها، أما أن نشارك بكل حملة تقام، ونحن نظن أننا نخدم وطننا، فهذا والله هو نقص العقل والإدراك!أكتب من سنوات ولو أردت أن أتبع كل ما يرد على بريدي وجوالي لكتبت، وكتبت، وآذيت ومن ثم كسبت واشتهرت!ولكن يمنع الإنسان السوي التثبت أولاً، والحرص على البعد عن الأذى، فمن تكتب عنه تؤذيه وقد تدمره مهما قال بعكس ذلك! والهدف الأساس مما يكتب يجب أن يكون حل مشكلة قائمة، ولذلك لابد من التثبت والتواصل لعلها تُحل بغير إيذاء لأحد، فإذا لم توجد الرغبة لدى الطرف الآخر في الحل -وهو أندر من النادر- فلا توفر قلمك ولا تغريدتك!من الكلمات التي يجب أن تكون نبراساً لكل كاتب، قول سعيد بن المسيب -رحمه الله: «ليس من شريف ولا عالم ولا ذي فضل إلا فيه عيب، ولكن من الناس من لا ينبغي أن تذكر عيوبه، فمن كان فضله أكثر من نقصه ذهب نقصه لفضله، ولا تذكر عيوب أهل الفضل تقديراً لهم».أخيراً: سامحتنا فائزة الرحيلي، ولكن هل سيسامحنا رب فائزة الرحيلي؟!