إنجازات طبية متواصلة
بعد تحقيق الانجاز الطبي الباهر الذي قطعت فيه المملكة شوطا بعيدا ومتميزا وأقصد به العمليات الخاصة بفصل التوائم، حيث أجريت سلسلة منها بمستشفيات المملكة المتخصصة ونجحت كلها بفضل الله نجاحا منقطع النظير مما لفت الأوساط الطبية في العالم لما تحرزه المملكة من تقدم هائل في هذا المجال الحيوي، وتشهد تلك الأوساط للمملكة بالسبق في هذا المجال الطبي المتقدم. بعد تحقيق هذا الانجاز ها هي المملكة تحقق انجازا طبيا آخر لا يقل أهمية عن عمليات فصل التوائم، وأعني به ما تحقق في مجال زراعة الكلى، حيث كشفت الجهات المختصة بادارة الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكلى عن اجراء أكثر من 770 عملية زراعة كلى في العام المنفرط، نجحت جميعها وخرج المرضى الذين أجريت لهم تلك العمليات من المستشفيات المتخصصة وهم يتمتعون بالصحة والسلامة والعافية. وقد شهد المؤتمر الدولي حول مستجدات زراعة الكلى الذي تنظمه الجمعية السعودية لأمراض وزراعة الكلى بالتعاون المثمر مع المركز السعودي لزراعة الأعضاء وكلية الطب بجامعة الملك سعود أن المملكة وصلت في هذا المجال الى مراكز متقدمة للغاية ضمن الدول الرائدة في زراعة الكلى، وهذا يعود الى فضل الله ثم فضل رعاية القيادة الرشيدة للمجال الطبي أسوة برعايتها لكل المجالات والميادين النهضوية بالمملكة. تلك المراكز يشار اليها بالبنان على مستوى الشرق الأوسط والقارة الآسيوية لما قدمته من انجازات طبية، وبالاضافة الى ذلك فقد حققت المملكة في مجال زراعة الأعضاء انجازات رائعة بالرجوع الى لغة الأرقام التي لا تخطئ فقد بلغ عدد زراعات الكلى 10588 كلية حتى نهاية عام 2016 و2007 زراعة كبد و339 زراعة قلب و213 زراعة رئة و46 عملية بنكرياس. هذه اللغة تؤكد بما لا يقبل الشك أن جهود العاملين في مراكز زراعة الأعضاء المنتشرة في كل جزء من أجزاء المملكة يحققون إنجازات طبية متميزة، لا بد أن تذكر ويشكرون عليها، فهم يمثلون نخبة من الأطباء السعوديين قدموا ومازالوا يقدمون الكثير من الجهد للنهوض بهذه الخدمات الانسانية الراقية، وهو جهد ينم عن حرصهم على سمعة بلادهم والأخذ بها الى مصاف الدول المتقدمة في تلك المجالات الحيوية. كان المرضى المحتاجون لزراعة الأعضاء قبل سنوات قليلة يجرون عمليات الزراعة المعقدة في كثير من البلدان الأوروبية والأمريكية، أما في الوقت الحاضر فان المرضى من كثير من الأقطار والأمصار العربية والاسلامية والصديقة يحبذون اجراء تلك العمليات داخل المملكة. إنها إنجازات تؤكد أن المملكة بفضل الله ثم بفضل جهود قيادتها الحكيمة سوف تصل وهي تترجم تفاصيل وجزئيات رؤيتها الطموح 2030 الى مستويات متقدمة وراقية في مختلف مجالات التنمية والنهضة وميادينها بما فيها المجالات الطبية التي حققت ومازالت تحقق في ميادينها نجاحات هائلة.