قيادة المرأة من الهشاشة الى التحديات
لن أبارك للمرأة الضوء الأخضر الذي نالته مجددا لأنها لم تكن بعيدة عن الأضواء، بل كانت ولا تزال في دائرة الاهتمام تحظى بمكانتها العظيمة وفق الضوابط الشرعية، كما أشد على يد صناع القرار وأبارك هذه التحولات القيمة والتغير الإيجابي والإضافة الكبرى والثقة التي منحت للنصف الآخر من المجتمع. في زمن سلمان الحزم استطعنا الخروج من هشاشة التصورات إلى رؤية حتمية قادرة على صياغة القرار، ومن توجس ومخاوف تلعثمت بها الألسن وبحت الحناجر بين مؤيد ومعارض فجاء الفصل واضحا جليا من قيادة منحناها كل الثقة ممزوجة بالحب والولاء فمنحتنا كل الحب والاهتمام وجعلتنا في المقدمة دوما. لم يتأخر هذا القرار بل جاء في الوقت المناسب من سياسي محنك استطاع أن يصنع تاريخه ويخلد قراراته لتنقش في جدران الذاكرة، في ساعة الزمن التي ضبطها بعقارب لا تعرف التقديم ولا التأخير، لتنفذ لعقل كل مشكك ومتخاذل وناعق ومشوش، جاءت في وقت الفعل والشروع بجدية الى تحولات مشهودة تمشي على أرض الواقع.قرار الملك الرمز سلمان بن عبدالعزيز بالسماح للمرأة بقيادة السيارة سن منهجا جديدا للمرأة السعودية، اذ إن تمكينها من حق مشروع لم يأتِ جزافا بل كان وفق دراسة وخطة منهجية لقراءة التحول بشكل لا يفسد المستقبل بل يؤثث لكيان مختلف بمعطيات اكثر جرأة وأوسع مساحة، لننهي جدلا طال صوته وكثر لغطه وتعددت فتاواه ومبرراته ليكون للمجتمع مسيرة ثابتة بعيدا عن الشلل والإعاقات التي تحاول عرقلة المسير والتقدم.الاستقرار النفسي الذي يعيشه الشعب وتعيشه مملكتنا الغالية في ظل القيادة دليل واضح على أن الإستراتيجية التي وضعها مهندس التغيير وصانع رؤية 2030 سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تمشي بسلام الى خطواتها الناجعة والمؤثرة، واننا مقبلون على نجاحات غير مسبوقة وانجازات يشار لها بالبنان.بعيدا عن مشاعر الفرح ومشاعر الخوف المرتبطة بتقبل المجتمع من عدمه اقول وماذا بعد القيادة؟ لأننا وكما تعلمون نعيش تحولا في العقلية المجتمعية السعودية بعيدا عن أي تناقض، فلم نعد نسمح بنصف الحلول، وإن كان قرار قيادة المرأة يأتي ضمنا لقرارات سابقة ومهمة فإن مسار التنمية والنهضة مشترك بين الجنسين، وإن عملية الإقصاء بأي شكل كانت لم تعد سائغة ولا مقبولة، لذلك جاء التحول منصفا ومنتصرا، فأي تمكين تعيشة المرأة في ظل الأمن والأمان والرخاء والسؤدد، وهذه لفتة الى المفتعلين لأزمات اخترعها المستفيدون من تأجيج مشاعر الاضطراب بين عناصر المجتمع والتي لم تنل الا مفتعليها ولم تخرج من معاركها النفسية الا بهزائم ساخرة نالت نصيبها من الضحك والتشفي ولتكون رادعة ومسكتة لكل الأكاذيب والمبالغات.فالحمد لله من قبل ومن بعد وكل الامتنان لملكنا وولي عهده وللوطن وأبنائه.