علي الشهري

كريمات البشرة وتلك الحقائق الخطيرة

الهيدروكينون هو مادة كيميائية منتشر استخدامها في مستحضرات التجميل ووصفات تفتيح البشرة بشكل كبير، وتعتبر من أكثر المواد فعالية في تفتيح لون البشرة.الاتحاد الأوروبي حظر استخدام كريمات التفتيح التي يكون فيها تركيز الهيدروكينون أكثر من ١%، وايضًا بعض دول أوروبا تحظر أغلب منتجات تفتيح البشرة مثل فرنسا ولا تستطيع الحصول عليها وشراءها إلا عبر الإنترنت.الغريب أن كريمات البشرة التي تحتوي على تراكيز ٤٪‏ من الهيدروكينون متوافر لدينا في كل الصيدليات، وتستطيع الحصول عليها بدون أي وصفة طبية حتى أنه يوجد منها تراكيز تصل إلى ٨%.كثير من النساء يشترين كريمات تفتيح البشرة، لكن ما لا يعرفنه أنها تحتوي على منشطات تسبب الضمور للجلد مع الوقت، إضافة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم، ومرض السكري، وسرطان الجلد.إذا كنت من جنوب آسيا/‏ الهندي، الشرق الأوسط، أو من أصل إسباني، أو أفريقي، تنصح المجلة الأمريكية للجلدية بتجنب استخدام الهيدروكينون دون إشراف طبي. لأنه يمكن أن يسبب حالة انعكاس السواد في الجلد، وهذه الحالة نادرة وهي تصيب واحدا من كل ١٠٠ ألف شخص.استخدام الهيدروكينون يكون أسوأ مع التعرض لأشعة الشمس، والأشخاص الذين يعانون البشرة الداكنة يجب أن يقوموا باتخاذ احتياطات إضافية في تجنب استعمال المنتجات مع التعرض المفرط لأشعة الشمس.الخطر في كريمات التبييض ليس مقتصرًا على مركب الهيدروكينون وحده، بل احتواؤها على نسب بسيطة من الزئبق وهذه الكريمات تنتج تحديدًا في المكسيك وأفريقيا والشرق الأوسط. التسمم بالزئبق أثبت ارتباطه بأضرار في الدماغ والكلى والعيون. وهناك كلام دارج غير مثبت لحد الآن بارتباطه بأمراض التوحد. على عكس المواد الأخرى التي ينشر عنها بأنها سامة فإن الزئبق سام في جرعات قليلة جدًا، وواقعيًا يمكن العثور عليها في كريمات العناية بالبشرة.إذا كنت تستخدم كريما طبيا للعناية بالبشرة ويحتوي على مركب الهيدروكينون، احرص على أن يكون مصنعًا في الولايات المتحدة أو أوروبا وأن يكون خاليًا تمامًا من مادة الزئبق، مع محاولة تجنب الشمس أثناء الاستخدام لإعطاء نتيجة أفضل، والنقطة الأهم هي عدم استخدامه لأكثر من ٤ أسابيع والتوقف ٤ أسابيع قبل معاودة استخدامه مرة أخرى.المشكلة الأعظم أن الخلطات الشعبية وكريمات التبييض التي تباع بدون وصفة طبية ولدى العطارين كلها تحتوي على مركبات الهيدروكينون والكورتيزون والزئبق والسلفا، مما يعطي مفعولا مضاعفا ونتيجة سريعة لكنها تؤدي إلى مضاعفة حدوث الاعراض الجانبية، فتزيد تهيج الجلد والحساسية والاكزيما التلامسية، ويؤدي أيضا إلى ظهور تصبغات سوداء دون شعور المريض والتي يصعب علاجها فيما بعد.