د. شلاش الضبعان

لسنا بحاجة إلى إناث!

«كن رجلاً، لأن المرأة ليست بحاجة إلى من يشاركها أنوثتها».في مجتمعنا تقترب نسبة الإناث من 50 بالمائة، وهن ناجحات -ولله الحمد- ويقدمن صورة مشرّفة ومشرقة للأنثى، فمنهن ربة البيت ومربية الأجيال والطبيبة والمهندسة وأستاذة الجامعة، وبالتالي فهن لسن بحاجة إلى رجل يتخلى عن رجولته ليكون أنثى من ضمن الإناث.حتى قالت إحدى النساء عندما رأت هيئة من سيتقدم لخطبتها: «أريد رجلاً، لا أريد أنثى مثلي»!أتمنى أن يعي هذا تمام الوعي من نراه في الأسواق والأماكن العامة ونظنه أنثى تمشي وسط الناس بتبجح وبلا حياء، فإذا اقتربنا من هذه الأنثى، وجدنا بقايا آثار من رجولة يُتخلى عنها! الأنثى يجب أن تبقى أنثى، والرجل يجب أن يبقى رجلاً، بل ويسوّق نفسه كذلك، إن أراد الاحترام والنجاح والتقدير، لأن هذا هو المنطقي، أما التشبه بالنساء فهو سفه وجنون، ولا يجلب للمتشبهين إلا الانحدار والشفقة والاستصغار، فمن ذا الذي سيحترم رجلاً لم يحترم رجولته؟!هؤلاء سيندمون مستقبلاً كما ندم غيرهم ممن سبقوهم في هذه المسيرة المشوهة، وسيسعون -عندما تكبر سنهم- لإلقاء اللوم على الأبوين والمدرسة والمجتمع ووسائل الإعلام لعدم الأخذ بأيديهم من هذا الطريق الموحل، ولكن هذا الندم واللوم لن يقدم لهم الكثير مع شديد الأسف، فقد دمروا جزءاً مهماً من حياتهم، وتركوا صورة مظلمة في ذاكرتهم وذاكرة معارفهم لن تزول بسهولة مهما حاولوا.والأخطر ذلك اللعن الذي ورد في حديث المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم «لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل».فأي نجاح وتوفيق سيتحقق إذن؟!باختصار: الوضع مؤلم وخطير، ولذلك من كان مريضاً فليعالج، ومن كان طائشاً فلنقف معه جميعاً، آباء ومعلمين وإعلاميين وجهات أمنية، حتى يعود لرشده.فمن تخلى عن رجولته فسيتخلى عن غيرها.