د. شلاش الضبعان

احترم تُحترم!

يقول أحدهم: سألت أحد رفاقي عن سر سرعة إنجازه معاملاته الشخصية في مختلف الإدارات الحكومية التي يراجعها، فقال: ما كان ذلك إلا لأنني أدرك أن سكرتير أي مسؤول أراجعه هو في أغلب الأحيان حجر الأساس في تعقيد أو تسهيل المعاملات، لذا فإنني أتعامل معه وأحاوره كمدير لمكتب ذلك المسؤول، له تقديره واحترامه.إذن السر في الاحترام.بعض الأزواج اليوم يتعامل مع زوجته بلا تقدير ولا احترام لشريكة حياته التي صبرت عليه كثيراً، ثم يتساءل: لماذا لا أرتاح في بيتي كما يرتاح الآخرون في بيوتهم؟!وبعض الآباء لا يقوم بمسؤوليته تجاه أبنائه طوال سنوات حاجتهم له، فإذا وهن العظم وبدأت الحاجة، تساءل: لماذا أبنائي فاشلون؟ ومن أين أتاهم هذا العقوق؟!وبعض الكبار، ما إن يرى شاباً يدخل مجلساً حتى يبدأ في أسطوانة الشماتة بجيل اليوم المشغول بجواله والذي لا ينفع! ولا يملك الفكر والمسؤولية! ثم يقول بعد ذلك: لماذا يغيب الشباب عن مجالس الكبار ولا يستمعون لهم؟!وحتى بعض المعلمين والمعلمات وأساتذة الجامعات يوجد بينهم من لا يقوم برسالته التي هي ليست مجرد وظيفة، فيتعامل مع طلابه وطالباته بتعال وعنجهية ولا يحترم عقولهم بتقديم ما يرقى بها، ثم يتساءل بألم: لماذا لا أحظى بالوفاء من طلابي وطالباتي؟!وبعض المديرين يتعامل مع الموظفين بفوقية ولا يعرف جواله وابتسامته إلا مجموعة المقربين حوله طوال سنوات إدارته، فإذا تقاعد بدأ في النواح على قلة زائريه والمتملقين له!وبعضنا يتعامل مع إخواننا الذين يعملون في ديارنا بتعامل لا يليق، ثم يتساءل: لماذا أخذوا صورة لا تليق عن بلادنا؟!نماذج كثيرة والشكوى مشتركة، وعند مجرد النظر والتأمل نجد السبب في كثير من الأحيان أيضاً مشتركا: غياب الاحترام!حتى ولو سمي عدم الاحترام بغير اسمه: صراحة، أتعامل على طبيعتي، أعطي الرجل في وجهه.يظل عدم احترام ولا تقدير للمقابل، ولذلك لكل فعل ردة فعل مساوية له في المقدار ومضادة له في الاتجاه.قدّم الاحترام وستتلقى ما يساويه من الاحترام.