د. شلاش الضبعان

تأخر المطر!

دخل الوسم منذ فترة، وتسابقنا إلى المساجد والمصليات يوم الإثنين الماضي، نرفع أكفنا ونقلب أرديتنا لعل الله يغير من حال إلى حال.نحن بحاجة ماسة إلى الغيث، فالغيث ليس للأرض فقط، بل هو للقلوب والمشاعر والعلاقات، فهو غيث على اسمه يغيث كل ما ينزل عليه، ولذلك نحن بحاجة مساوية للحاجة إلى الغيث لإعادة نظر عاجلة وصادقة في قلوبنا وسلوكنا وعلاقاتنا قبل الانشغال بقلوب وعلاقات وطرق تعامل الآخرين.فلو أصلح كل منا قلبه لصلحت جميع القلوب، ورزقنا المولى الغيث والسعادة والانشراح، هذه هي القاعدة البسيطة التي لو اتبعناها لاكتفينا بها عما سواها.نحتاج ممن أنعم الله عليه بنعمة الإسلام العظيمة التي نقلتنا من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن الشتات بين الأفكار البشرية والمذاهب والأديان المختلفة إلى نور الإسلام العظيم، أن يعيد النظر في تقدير هذه النعمة بتقوية صلته بخالقه، والتخلص من الذنوب والآثام، فالمسؤولية على من عرف النعمة وأعرض عنها أكبر من غيره.نحتاج ممن سلك طرق الفساد أن ينقذ نفسه ومجتمعه من الاستمرار في الانحدار بالاستفادة من هذه الرسائل التي تتتابع على الفاسدين والمفسدين، فطريق الفساد قصير أقصر مما يتصوّر رواده، ودماره للأفراد والمجتمعات كبير مهما كانت مكاسبه العاجلة!نحتاج ممن قصّر في مسؤولياته، رغم أنه لا يرضى أن يُنتقص حقاً واحداً من حقوقه، أن يعيد النظر فيما يفعله، ويحرص على إبراء ذمته، بالقيام بالمهام الموكلة إليه بأقصى ما يستطيع. نحتاج ممن ظلم من حوله، فأكل مال يتيم، أو عق والدا، أو ظلم زوجة أو ولدا، أن يتراجع عما يقترفه، فالظلم ظلمات.نحتاج ممن يتفنن في إيذاء الآخرين بلسانه أو باسمه المستعار أن يدرك أن الله يراقبه وسيحاسبه، فحقوق العباد من الصعب النجاة منها، ولا بد من مسامحتهم حتى يسامح الله.الوضع باختصار يحتاج منا إلى خطط طارئة لمعالجة جوانب القصور، واقعية لا مزيفة، فالزيف لا يأتي بالغيث.