د. محمد حامد الغامدي

أن يكون النادي الأدبي بيتًا كبيرًا

ينفرد النادي الأدبي في المنطقة الشرقية بهذه الاحتفالية السنوية، والتي تميزه عن بقية الأندية الأدبية. وقد استهل دورته الثقافية لهذا العام 1439، بثلاث فعاليات في وقت واحد. هذا يدل على زخم عطاء النادي، وحرصه على خدمة الأدب والثقافة في المنطقة الشرقية. كانت هذه الفعاليات برعاية أمير المنطقة الشرقية، صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز آل سعود. كانت الفعالية الأولى مساء يوم الأحد 16 صفر 1439، بمحاضرة لصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود بن عبدالعزيز، وكانت المحاضرة بعنوان: [منابع الحزن في الرواية السعودية]، وفي نفس مساء المحاضرة كانت الفعالية الثانية للنادي الأدبي، حيث تم افتتاح معرض الفنان التشكيلي عبدالعزيز بن خليل الشويش، بعنوان: [عبق التراث]. ■ ■ في اليوم التالي، الإثنين 17 صفر 1439، كانت الفعالية الثالثة مع [ملتقى الكتّاب السعوديين]، في نسخته الثالثة. وتم دعوة ستين كاتبًا وكاتبة من كتاب صفحات الرأي والأعمدة في صحفنا المحلية. يقول رئيس مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي رئيس الدورة الحالية لمجلس رؤساء الأندية الأدبية، الأستاذ محمد بن عبدالله بودي: (لقد أضحى هذا اللقاء تقليدًا ثقافيًا يحتضنه النادي، ويستمر في تنظيمه، وأيقونته لافتة، تميز هذه المؤسسة عن سائر المؤسسات الثقافية في المملكة). ■ ■ حضور حاشد لمحاضرة الروائي صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور سيف الإسلام بن سعود آل سعود، أيضا شاركت شخصيًا في ملتقى الكتاب.للأمير سيف الإسلام اهتمامات متعددة، فهو باحث وأستاذ جامعي متخصص في الإعلام وعلم الاجتماع. هو أيضا كاتب مقالة. وجدت أن لسموه حضورًا بارزًا. وقد تميز بأنه كاتب رواية، بوضع بصمته في عالم الرواية العربية. استمتعت مع الحضور لطرحه وللنقاش الذي دار بعد المحاضرة، يؤمن بأن الحزن هو نفسه المعاناة التي تحرك كاتب الرواية للإبداع. يقول الدكتور حمد بن عبدالعزيز السويلم، رئيس مجلس إدارة نادي القصيم الأدبي، الذي حضر اللقاء: (لقد ألّف الأمير سيف الإسلام ثلاث روايات، الجامع المشترك بينها هو البحث عن الجوهر الإنساني، كنتيجة ساد لدى الشخصيات في الروايات الثلاث طابع حالات الانكسار والخيبات التي تكشف المعدن الحقيقي للإنسان). ■ ■ حضرت أيضا لقاء الكتاب، ولكني وجدت أن هناك غياب الكثير من الكتاب رغم تأكيدهم الحضور، وذلك يدعو للتساؤل. لكن المكسب الحقيقي لكل من حضر وشارك من الكتاب والكاتبات، كان في المتحدثين الذين اثروا اللقاء بأوراق علمية، حول موضعين في جلستين. الجلسة الأولى كانت بعنوان: (الكاتب السعودي ورسالته للآخر). الجلسة الثانية كانت بعنوان: (الكاتب والوئام الثقافي). في الجلسة الأولى تحدث الأستاذ عبدالله الناصر، عضو مجلس الشورى والكاتب في جريدة الرياض. والدكتورة أمل الطعيمي الكاتبة في جريدة اليوم. وفي الجلسة الثانية تحدث كل من الدكتور زياد الدريس مستشار وزير التعليم والكاتب في جريدة الحياة، والأستاذ سليمان أباحسين رئيس تحرير جريدة اليوم المكلف، والأستاذ إبراهيم التركي مدير تحرير جريدة الجزيرة للشئون الثقافية. ■ ■ الجميل ما أكده الأستاذ محمد بودي قائلا في كلمته: (وأؤكد أنني وزملائي أعضاء مجلس إدارة نادي المنطقة الشرقية الأدبي في افتتاح موسمه الثقافي الجديد نتطلع لتقديم كل ما بوسعنا لخدمة الأدب والثقافة في المنطقة الشرقية على مختلف الصعد، ولكل فئات المجتمع). وفي كلمته رفع شعارًا يوحي ويقول: (من لا يأتي للنادي يسعى النادي للوصول إليه)، وبرر ذلك بقوله: (حتى نجعل أدبي الشرقية حديقة ثقافية مجتمعية يمارس فيها الجميع رياضتهم العقلية والأدبية والفكرية المتنوعة المشارب والمتعددة الأطياف). أرجو أن يكون النادي الأدبي بيتنا الكبير في منطقتنا العزيزة.