كلمة اليوم
تندد المملكة في كل محفل ومناسبة بظاهرة الإرهاب وتطالب بوقفة دولية جماعية لاحتواء هذه الظاهرة وتقليم اظافر رموزها, وقد تجدد هذا التنديد في كلمة المملكة التي ألقاها سمو وزير الخارجية أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل أيام, فالتصدي الجماعي للإرهاب يجب ان يوضع موضع التنفيذ دون تردد او تلكؤ او إبطاء فأخطبوط تلك الظاهرة آخذ في التمدد ولابد ـ بسرعة مناسبة ـ ان يتم احتواؤه قبل فوات الأوان, وقد كانت المملكة أول دولة في العالم نادت بأهمية عقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب ووضع استراتيجية المناسبة لاحتوائها قبل أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001, وكما جاء في الكلمة فان (التوسع في اللجوء الى العمل المنفرد من منطلق حق الدفاع عن النفس من شأنه ان يقوض مبدأ الأمن الجماعي الذي استند عليه ميثاق المنظمة الدولية).وهو استنتاج صائب ومنطقي ذلك ان تلك الظاهرة التي لا دين لها ولا جنسية ولا وطن لا تهدد بأفاعيلها الاجرامية دولة بعينها أو دولا بعينها وانما تهدد المجتمعات البشرية كلها, فليس هناك ما يدعو لعمل فردي لمكافحة تلك الظاهرة, بل يجب التصدي لها بشكل جماعي, ولن تنجو المجتمعات البشرية, من مساوىء الإرهاب وجرائمه الشنيعة إلا اذا تضافرت جهود جميع دول العالم للتصدي لتلك الآفة, واحتوائها, فالتحرك الجماعي لمواجهة تحديات رموز تلك الظاهرة وأفكارها المنحرفة لابد ان يأخذ شكلا عمليا ومدروسا وهذا ما يجب ان تتبناه الأمم المتحدة والدول الكبرى صاحبة العضوية الدائمة بمجلس الأمن, وكل دول العالم المحبة للأمن والعدل والحرية والاستقرار.