خالد الشريدة

تمويل البناء الذاتي الأفضل سكنيًا

تظل قضية الإسكان من القضايا الأساسية التي تشغل بال المواطن، الذي من المهم أن يجد مسارات لاقتراح الحلول مع الجهات المعنية وفي مقدمتها وزارة الإسكان وصندوق التنمية العقارية، حتى تستطيع هذه الجهات بناء فكرة واقعية أكثر مرونة مع متطلبات المواطنين وتقديم حجم الاحتياج الفعلي وإمكانية تنفيذه. تسعى تلك الجهات الى توفير حلول وابتكار أخرى من خلال إطلاق عدد من البرامج والمشروعات التي تقود الى تملك المواطن لمسكنه، غير أن بعضها يجد مع الوقت عراقيل وعقبات قد تخفق معها التجربة، ولكني في المحصلة أجد أن برنامج التمويل المدعوم للبناء الذاتي يسهم الى حد كبير في حل هذه المشكلة، إذ إنه في محصلته خدمة لتسهيل تقديم طلبات تمويل البناء الذاتي (الإنشاء) لمستفيدي برنامج التمويل المدعوم عبر فروع الصندوق العقاري وذلك لتقديمها للممولين العقاريين المشاركين بالبرنامج. كل الحلول تنتهي الى نقطة أساسية وهي رغبة المواطن في بناء مسكنه بنفسه، مفضلا ذلك على الخيارات الأخرى بدرجة بعيدة، وذلك طبيعي فكل منا حين يمتلك التمويل ويوفر ويدخر يرغب في بناء بيته بخريطة تتوافق مع أحلامه وقدراته، فهو يتخذ قرار البناء والتصميم بمشاركة العائلة، وذلك يختلف كليا عن بناء جاهز حتى لو توافرت فيه نسبة كبيرة من المطلوبات. لذلك فإن برنامج التمويل الذاتي سيكون محوريا في الحلول العقارية، وأتوقع أن يجد أفضلية كاسحة وحاسمة بين جميع الحلول العقارية التي يمكن طرحها، وقد أعلن الصندوق العقاري إقرار برنامج البناء الذاتي مع إطلاق حملة «سكني2» خلال العام المقبل، فيما سيتم طرح منتج خلال أشهر للبناء الذاتي يصرف التمويل فيه على دفعات إذا كانت قيمة الأرض منخفضة، ويمكن قياس النتيجة من خلال مستوى الرغبات في الاستفادة من البرنامج، والبناء عليه في أي برامج أخرى مستقبلية بحيث يمكن تطويره وتوسعة خدماته بمرونة أكثر ومنهج عملي يجد القبول ويسهم في حل المشكلة السكنية.جميع صيغ التمويل الحالية لا بأس بها، غير أن التمويل المدعوم الذي يفضي الى البناء الذاتي سيجد قبولا يجعله الفيصل في حسم المشكلة السكنية مع قابلية التطوير وجعله متاحا بصورة تتناسب مع جميع الشرائح المجتمعية وفقا لقدراتها المالية، وحتى قياس الأثر الإيجابي لذلك نتمنى أن تبطئ مشروعات الإسكان لأنها في مرحلة اختيار أكثر منها خيارا، حتى يتم توجيه التمويل الى الأفراد لبناء مساكنهم بدلا من الحصول عليها جاهزة قد لا تتوافق مع قدراتهم أو طموحاتهم.