الإمارة ترحب بالنقد البناء
عنوان هذه العجالة هو ما جاء في تصريح صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن فهد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب أمير المنطقة الشرقية حينما استقبل ثلة من الصحفيين بديوان الإمارة قبل أيام، وهو ما يعكس ترحيب سموه بالنقد إذا جاء في محله الصحيح، أعني إذا كان نقدا بناء يستفيد منه كل مسؤول بالإمارة ويؤدي إلى الصالح العام، فالشفافية التي يجب أن تتحلى بها الأخبار الصحفية تبدو ذات أهمية قصوى لنشرها بين شرائح المجتمع.والنقد البناء في واقع الأمر هو هدف تسعى للحصول عليه كل الجهات والمؤسسات الحكومية لما فيه تحقيق أقصى غايات المصالح التي تعود على المجتمع بخيرات وافرة، ومن أوجب الواجبات التي حثت عليها المهنية الصحفية والتي يجب أن يتحلى بها كل صحفي هو استقاء المعلومات من مظانها ومصادرها الموثوقة، والحصول عليها من تلك المصادر يضمن صحة النقل وعافيته ولا يثير أي بلبلة قد تقع أثناء معالجة تلك الأخبار والعمل على نشرها.وحتى تكون تلك المصادر صحيحة تماما فقد عمدت بعض المؤسسات العامة إلى تخصيص متحدث رسمي ينقل للصحافة ما أنجزته وتنجزه من مشروعات، وينقل لها أي حدث يقع في وقته، وهذه فكرة جيدة وصائبة تحد من المعلومات الخاطئة التي قد يقع فيها هذا الصحفي أو ذاك، فالاجتهاد أحيانا في نقل المعلومة قد يؤدي إلى نتيجة عكسية، فتخصيص المتحدث فكرة رائعة وحيوية.ويهم تلك المؤسسات أن يطلع المواطنون على أنشطتها وانجازاتها من خلال ما يدلي به المتحدثون الرسميون لرجالات الصحافة، فأي متحدث معين من قبل تلك الجهات يمثل همزة وصل هامة بينها وبين المواطنين، وعلى الإعلام أن يقوم بنقل الحقائق وإيصالها عبر الاصدارات الصحفية المنتشرة في مناطق المملكة، فإبراز ما يتم انجازه من مشروعات مهمة يشترك في ايصالها إلى القراء أولئك المتحدثون والصحفيون معا.وتغطية الأخبار لا بد أن تتوافق مع مبدأ تقصي الحقائق ومواكبة ما يحدث في المجتمع لاستيعاب المتغيرات والمستجدات الطارئة لاسيما بعد انتشار مواقع التواصل الاجتماعي وأدواتها، ويقتضي الأمر بالضرورة نقل الأحداث بمصداقية وسرعة عبر المواقع الالكترونية أو وسائطها بنزاهة وشفافية ومصداقية حتى تصل المعلومات الصحيحة إلى القارئ بطرائق سليمة ومعافاة.وأظن أن زمن الاجتهاد الخاطئ ولى إلى غير رجعة وحلت محله مصداقية نقل الخبر من مصادره ومظانه الموثوقة، وتعيين المتحدثين الرسميين خطوة رائدة لايصال الخبر الصحيح إلى القراء، ونزاهة رجالات الصحافة فيما ينقلون مهمة للغاية حتى تصل المعلومة إلى أذهان أبناء المجتمع بصورة صحيحة لا يغلب عليها الاجتهاد الذي قد لا يكون في محله، فأهمية نقل الخبر من مصادره الموثوقة مهمة لابد أن يضطلع بها كل صحفي بتجرد كامل.