د. أمل الطعيمي

كذبتم وصدق شبابنا

هناك قاسم مشترك بين ما أفرزته الصحوة المزعومة -من صور ذهنية عن الشباب إناثهم وذكورهم ضد بعضهم بعضا في المجتمع السعودي- والبطالة المزعومة، هذا القاسم هو تشويه للقيم الإنسانية والدينية سمح لصوت وشكل الباطل أن يعلو في الأذهان فغيبت الصور الجميلة حتى غدت الصور سوداء هو كسول وهي اتكالية، غيبوا التراحم والاحترام، وغيبوا النخوة وغيبوا السعي للأرزاق كما غيبوا القناعة، وعلى كثرة الأصوات الواعية لذلك الباطل إلا أنهم لم ينجحوا في تغيير تلك الصور؛ لأنها لا تتغير حقيقة إلا بيد من يعنيهم الأمر. وها قد حصل ولله الحمد. اليوم شبابنا يدافعون عن أنفسهم بالأعمال لا بالأقوال بعد أن عشنا وقتا كان المجتمع فيه يحارب نفسه بنفسه ويسيء لنفسه بنفسه حين كان يؤمن بحزمة من الأفكار المجحفة في حق أبنائه كنتيجة مشتركة أسهم فيها الطرفان الذي يقول ان شبابنا لا يعتمد عليهم والشاب الذي يخاف من نظرتهم له حين يعمل في مهنة يعتقد جميع من حوله أنها تعيبه. لا داعي الآن للتحسر على ما مضى فالوضع الذي بدأ يتحسن باستحياء منذ عشر سنوات أو أكثر قليلا يصبح حقيقة قوية وواضحة بعد أن تكامل وتساند فيها الجميع. اليوم نضع كل ثقتنا في شبابنا الذين خلعوا رداء الحياء مما لا عيب فيه، فطرقوا أبواب الأعمال كلها ونحن سعداء بهم ونفضلهم على غيرهم فثقتنا بهم أضعاف ثقتنا في غيرهم من الجنسيات الأخرى.اليوم عرفتنا التطبيقات الإليكترونية عليهم وقربتنا منهم فما رأينا إلا خيرا وعملا متقنا وأخلاقا عالية وهمة أعلى، فهناك سيارات الأجرة التي تعاملت فيها معهم فما شعرت إلا بالراحة ورأيتهم كيف يجتهدون لإرضاء العميل إن كان بالوصول في الوقت المناسب أو حمل الأغراض وإنزالها. شباب في منتهى الذوق والرقي يستحقون كل الاحترام بعضهم ملتحق بوظيفة ما ولكنه لن يضيع وقته خارج الدوام بما لا يعود عليه بالنفع فيسعى لتحسين وضعه المادي أو يشغل وقته بالمفيد. وتعاملت معهم في تطبيق لطلب الاحتياجات فوجدت خدمة رائعة تشعرك بأنك تتعامل مع أحد أفراد عائلتك فيذهب لشراء ما تريده ثم يعود به إليك حاملا فاتورة الشراء وكلمات اللطف التي تسمعها من أبنائك، وتعاملت معهم في الخدمات اليدوية فتعرفت إلى مهاراتهم في الزراعة والسباكة والكهرباء. والتجارب كثيرة لي ولغيري تثبت أن زمن خداعنا في أبنائنا المتعمد المباشر أو غير المباشر ولى وانتهى فنحن نثق بهم لأنهم جديرون بها. وإن أخطأ بعضهم أو لم يتقن عمله فهو سيتعلم ويجيد عمله مستقبلا. لقد احتملنا أخطاء غيرهم ولطالما خسرنا أموالنا على خدمات سيئة من غيرهم ممن مارسوا ضدنا الحيلة والخديعة فلم لا نمرر بعض أخطائهم. نحن اليوم كمجتمع نصلح ما أفسدناه من قبل سواء التاجر أو المستهلك أو العامل الذي يقدم خدماته في أي مجال كان. نحن اليوم نستفيد ونحقق مقولة (رب ضارة نافعة) فمن حسنات البطالة أنها سمحت لقدراتهم وإبداعاتهم بالخروج ليستفيد الجميع. نحن اليوم نبني فشاركوا في البناء.