الخروج من الصفر
«أنا إنسان بدأت من الصفر! وإلى الآن في الصفر! الحمد لله على نعمة الصحة والعافية!»هناك الكثير ممن يعتقدون هذا الاعتقاد! فهم يرون أنهم في الصفر وسيظلون في الصفر إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها!هذا الاعتقاد طبعا مشكلة، والمشكلة الأكبر عندما يحمّلون غيرهم أسباب صفريتهم! فتسمع: درست ولا ما درست ما فيه فائدة! تتعب وتجتهد في الثانوية وبالأخير تنهار في اختبار القدرات! أين القبول في الجامعات؟! ما الفائدة من الاجتهاد في الجامعة وما فيه وظيفة إلا بواسطة؟!ألم يكن من الأجدى بدل اللطم وتحميل الآخرين أسباب الفشل البحث عن الأسباب والسعي لمعالجتها، فهذه البكائيات تستهلك العمر والصحة ولا تغير الأمور؟!مع أن كل ما سبق من تبريرات يرد عليها مثال معاكس واحد، فمن يجتهد في الثانوية اجتهادا حقيقيا يتجاوز اختبار القدرات بكل سهولة، ومن ثم يختار التخصص الجامعي الذي يريد، وفي حال تميزه أثناء الجامعة فإن الوظيفة موجودة، وقد يفضّل عليها بناء مشروعه الخاص فيرقى به وهو الذي يملك سلاح العلم والمعرفة!كان الأولى بهؤلاء الشكائين أن يستعينوا بالله أولا، ثم يهتموا ببناء فكرهم، فهو رأس المال والطريق المضمون -بعد توفيق الله- في الخروج من تيه الصفر! وثانيا: التركيز على المهمة! لن يتجاوز اختبار القدرات من كان بنسبة ثانوية مكذوبة، وبالتالي لن يُقبل في الجامعة، ولن ينال المأمول من لم يعط الدراسة الجامعية حقها من الحرص والاجتهاد! وأيضا لن ينجح في مشروعه من لا يبذل له الوقت والجهد!وثالثا: تحديد المسار المناسب بناء على نقاط القوة والضعف والفرص المتاحة والتحديات التي لا يمكن أن يسلم منها طموح، وقد قال أحد المفكرين: اللهم اجعل رزقي فيما أحب! هذه كلها من الوسائل التي تعين على الخروج من نقطة الصفر، بل ووضع يساره ما نريد من أرقام! يقول أحدهم: لديك عقل فيه 150 مليار خلية، وعضلات لو وضعت معا لشدت 25 طنًا، فهل يحق لك أن تستهين بقدراتك وتقول: أنا صفر!