الأسبان يعيدون اكتشاف الشعر
يا كتاب سير النجوم والقصص من أصحاب الكتب الاكثر توزيعا .. احترسوا. فأحدث ظاهرة أدبية في أسبانيا ليست قصة حياة لاعب كرة القدم ديفيد بيكام الصادرة حديثا أو أي من المنتجات التجارية الاخرى لكنها جنس أدبي قديم وهامشي عادة: ألا وهو الشعر. يقول مصدر في دار نشر فايسور إن مبيعات كتب الشعر زادت بشكل ملحوظ خلال السنوات القليلة الماضية.. ووصفت صحيفة (إل باييس) اليومية الشعر بأنه أصبح معلما مرجعيا في المشهد الادبي الاسباني. ويقول بيو سيرانو مدير دار نشر فيربام: من الناحية التقليدية غالبا ما تكون مبيعات الشعر الاسوأ وسط الانواع الاخرى من الكتب. ويشك سيرانو في أن يصبح الشعراء مؤلفين شعبيين بالرغم من إصدار الطبعة الثانية من ديوانيين شعريين حديثا في دار النشر التي يديرها. وقال مصدر في دار نشر فايسور التي تنشر 30 ديوانا شعريا كل عام إن أنجح ديوان شعر في أسبانيا قبل عدة سنوات لم يكن يتجاوز بالكاد رقم ألفي نسخة. ولكن ديوان (سانتا دريفا) للشاعر المحلي فيسنت جاليجو باع عشرة آلاف نسخة منذ فوزه بجائزة لوفه (الاسد) الادبية عام 2001.. وأضاف أن ديوان (سيينتو فولاندو دي كاتورس) لكاتب الاغاني خواكين سابينا باع نحو مائة ألف نسخة في عامين فيما يحقق شعراء أقل شهرة مثل ميجل آنجيل فيلاسكو مبيعات تقارب خمسة آلاف نسخة. وباع ديوان (لا انتيميداد دي سيربينت) للشاعر لويس جارثيا مونتيرو أربعة آلاف نسخة في عشرة أيام. وحسب صحيفة إل باييس تبيع قصائد الشاعر ماريو بينيديتي وهو من أورجواي أيضا مبيعات مرتفعة جدا.. وقال نيكانور فيليز وهو من نادي سيركولو دي ليكتوريس الادبي إن الاسبان يشترون حتى دواوين الشعر التي يشيع أنها صعبة الفهم مثل دواوين ت.س. إليوت أو الشاعر البرتغالي فرناندو بيساو. ويقول سيرانو في مقابلة صحفية مازال الشعر سندريللا الادب.. فالاكاديميون والمثقفون من نوعية خاصة هم الذين يقرأون الشعر بشكل رئيسي. فيما الناشرون المخضرمون والمبتدئون يصدرون مزيدا من دواوين الشعر لشعراء جدد يظهرون على الساحة ولشعراء أكثر حضورا في الاعلام. ويقول لاندري- ويلفريد ميامبيكا وهو ناقد أدبي كونجولي قام بتحرير كتاب (أصوات إفريقية) وهو عبارة عن مقتطفات أدبية صادرة عن دار نشر فيربام: الشعر يشكل قوة روحية وحميمة مضادة للعالم المعاصر الذي جرى تحويله إلى سلعة أو تجارة. وأضاف: أكثر الكتب مبيعا هي منتج تجاري يشبه الزبادي أو الشامبو. لكن الشعر مازال يمثل ضميرا جماليا حتى لو كان من خلال الجهد اللغوي الذي يجب أن يبذله الكاتب.. فيما يقول محللون آخرون إن الشعر يمثل ملجأ وشكلا من أشكال الثورة على عصر يتسم بالليبرالية-الجديدة التنافسية والارهاب والحرب. ويقول الشاعر والناقد الادبي خوان أنطونيو جونزاليز: منذ نهاية الديكتاتورية في عهد الجنرال فرانشيسكو فرانكو عام 1975 ارتفع مستوى تعليم الاسبان أيضا. وربما يكون ذلك العامل ساهم في أن يصبح الشعر (موضة) هذه الايام.