خالد الشريدة

لماذا قتل الجيراني؟!

لا يساور عاقل الشك في ارتباط إيران بالإرهاب والتطرف ونشر الفتنة في المنطقة الإسلامية بلا استثناء، ما يجعلها مصدرا نهائيا لأي طائفية تتطور إلى تطرف ومن ثم الى إرهاب قاتل ودموي، بغية تحقيق مطامع مذهبية وسياسية توسعية على حساب أي قيم دينية أو إنسانية، فيما تستغل الدين ستارا لكل أنشطتها الإرهابية التي تقوم بها من خلال تنظيمات الوكالة كما في حالة الحوثيين في اليمن و«حزب الله» في لبنان.لا تتوقف إيران عن بناء أنظمة متطرفة ودموية في جميع دول المنطقة والعالم الإسلامي، ولها خلاياها النائمة التي يمكن أن تصبح قنابل موقوتة في أي زمان ومكان، كما في البحرين والكويت وحتى في السعودية حيث تشكل تهديدا مقلقا للأمن الوطني بدعم المتطرفين والإرهابيين، حيث لا يمكن فصلها من واقعة اختطاف قاضي دائرة الأوقاف والمواريث بمحكمة القطيف، الشيخ محمد الجيراني على يد مجموعة مسلحة، اختطفته من أمام منزله بجزيرة تاروت، التابعة لمحافظة القطيف، قبل أن تكتشف الجهات الأمنية مؤخرا، رفات جثته مدفونا بأحد المواقع في بلدة العوامية التابعة لمحافظة القطيف، عند مداهمة رجال الأمن للموقع وقتل أحد المطلوبين، واستشهاد أحد رجال الأمن.أولئك الإرهابيون هم نفسهم الذين أرعبوا القطيف الآمنة ولهم علاقاتهم مع إيران، فالشيخ الراحل - رحمه الله - كانت له الكثير من المواقف الحازمة تجاه إيران، ودائما ما كان ينتقد تدخلاتها في دول المنطقة، سواء كان في البحرين أو اليمن وغيرهما، وذلك ما استفز المشروع المتطرف الذي تعمل عليه خلايا إيران التي تحركها في أعمال الإرهاب والترهيب والترويع، ولذلك فإن هذه الدولة تعزل نفسها عن المحيط الإسلامي ولا يمكن قبول خطابها العدائي الذي يتجاوز كل الأعراف والمواثيق الدولية والإنسانية.لا يمكن لإيران أن تخوض في كل هذا الدم والإرهاب والطائفية والتطرف دون أن تدفع الثمن، وذلك يبدأ بدك جميع ذيولها ومناصريها الذين يعملون على خدمة مشروعها الإرهابي، وينبغي كشف الغطاء الديني الذي تضعه في خطابها وتعرية الوجه القبيح للنزعة التوسعية المتطرفة، فهي دولة إرهابية ولديها مشروع إرهابي تخدمه من خلال التنظيمات الموالية لها وجميع من يناصرها ويعتبرها جزءا من المنظومة الإسلامية، فهي لم تكن كذلك ولا يمكن أن تكون، ما يستوجب حشد كل الجهود لمواجهة خطابها وخلاياها وتنظيماتها الإرهابية والدول التي تقف معها فهي سلة واحدة تعم كل من لديه نزعات إرهابية ونيات عدائية وسلوكيات متطرفة.