لمى الغلاييني

استعد الضائع بداخلك

عندما تضع قناعا من أجل أن تصنع واجهة بغرض إسعاد شخص آخر، فإن هذا يحدث عموما على حساب كبت وقمع شخصيتك الحقيقية.انزع القناع الذي يتوقعه منك الآخر وتوقف عن خداع نفسك، واعلم أنه طالما بقى هذا القناع فلن يمكنك من الوصول إلى الظروف الخفية والضمنية التي دفعتك لارتدائه، ولن تلمس ذلك الجزء الداخلي الذي تحتاج اكتشافه لتحسين صورتك الذاتية أمام نفسك أولا.في اللحظة التي تنزع فيها القناع ستشعر وكأن ثقلا عظيما قد انزاح عن كاهليك، وللمرة الأولى على مدى زمن طويل تستطيع أن تلمح الشخص المختفي وراءه، وتبدأ في مسيرة اكتشاف إنسانك الضائع.يبدو أن الدافع الأول لمثل تلك الأقنعة هو الرعب من انكشاف نقاط ضعفنا، ولكن القصور الشخصي الذي لا يتم الاعتراف به لا يمكن التغلب عليه، وسيقود إلى التبرير والخداع وسيترسخ الوضع القاصر ويزداد قوة.لم يسبق لشخص أن نجح بدون أن يرتكب أخطاء، فإذا كنت ترتكب فهذا يعني أنك تحاول وتجرب وتمارس فهم الحياة، فكثيرا ما تعلمنا من إخفاقنا أكثر من نجاحاتنا، ومن المؤكد أن الشخص الذي لم يرتكب أخطاء هو الذي لم يحقق أي اكتشاف، ولذلك يرحب بها الشجعان كعلامات إرشادية خلال رحلتهم في تطوير الحياة.لا يتوقف الرائعون أبدا عن النمو والاعتراف، لأنهم مؤمنون أن الحياة سيمفونية دائمة من العزف على الظروف والتحديات، وإن تحسين إيجابية صورتهم الذاتية هي نقطة المنطلق لبناء أحلامهم، وأن سلبية الصورة الذاتية أو اضطرابها لن تمنح أي دعائم راسخة لبناء مخطط أهدافهم. حين تحاول أن تصبح شخصا آخر فإنك تصير منفصلا عن ذاتك الحقيقية، وستضعف طاقاتك وتتناقص قدرتك الشخصية على جذب أهدافك بدرجة هائلة، وعندما تكون صادقا مع نفسك فإنك تمسي في علاقة متناغمة مع نفسك والآخرين ومع العالم المحيط بك، فاحذر أن يكبر الضائع فيك، ولتصنع نفسك من نفسك.