اعتمدوا على أبناء الوطن
اعتماد القطاع الخاص على ابناء الوطن هو مؤشر ايجابي وبتأكيد سوف يؤثر على الانناجية بشكل مباشر، انا اتحدث ليس لأنني منحاز لابناء الوطن ولكن هو واقع الدول التي تعتمد على ابنائها هي أكثر انتاجية من غيرها، وهناك ادلة على ذلك شركة ارامكو وسابك وسكيكو وغيرها من الشركات الكبرى الناجحة.الواقع أن تحول بعض الشركات للاعتماد على ابناء الوطن اصبح ضرورة، لذلك بدأت بعض الشركات بوضع خطط استراتيجية لاستقطاب الشباب، وآخرها كانت الهيئة العامة للطيران المدني اذ اقرت إحلال المؤهلين من أبناء الوطن في وظائف مساعد طيار في الشركات الوطنية بحيث لا يكون لدينا مساعد طيار أجنبي بعد ثلاث سنوات.ولكي يكون هذا العمل منهجيا ومؤسسا على قواعد صلبة فإن إنشاء المؤسسات الكفيلة بتأهيل الشباب يتم إنشاؤها بصورة علمية كما حدث في الأكاديمية الوطنية لعلوم الطيران، وكما ورد في الأخبار فإن رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبدالحكيم بن محمد التميمي، أكد أن صناعة الطيران في المملكة تمثل سوقا واعدا للمستثمر المحلي والأجنبي، وطالما هناك سوق فهناك وظائف وانتاج ونمو، وهنا ينبغي حضور وطني مميز لأن مثل هذه التجارب يتم صقلها وتطويرها من خلال العمل المؤسسي وبناء الذات عبر التجارب والدورات واكتساب الخبرات.هذا الاتجاه يحفز لمزيد من الكيانات الضامنة لتأهيل الشباب وتزويد سوق العمل بمتطلباته من الكوادر الوطنية التي تحتاج لمثل هذه الفرص، خاصة أن هذه الأسواق ذات استثمارات عالية يمكنها أن توفر مساحات كبيرة للتدريب والاستيعاب الوظيفي النوعي والكمي، وقطاع الطيران بأكمله يمكن توطينه بكفاءات وقدرات سعودية قادرة على أداء مهامها على الوجه الأكمل، وجميع الخدمات المرتبطة به يمكنها توظيف أبناء الوطن بسلاسة وسهولة إذا ما اتجه الشباب اليها واكتشفوا الفرص التي توجد بها.كلما توسعنا في عمليات التوطين انعكس ذلك إيجابا على التنمية والنمو، وليس بالضرورة الاستغناء الكامل عن الأجانب فاقتصاديات العالم قائمة على المنفعة المتبادلة، للحصول على ثقافات وخبرات أخرى في إطار إثراء المحتوى المحلينتطلع الى أن نرى قبل الثلاث السنوات توطينا كبيرا لصناعة الطيران الوطنية، وتأهيلا كافيا وملائما للعاملين من الشباب في وظائف وأعمال هذه الصناعة الواعدة، وبالتزامن مع ذلك نموا في نسب التوطين في قطاعات أخرى بحسب مجريات ومعطيات الرؤية حتى نحقق الكفاية الانتاجية القائمة على عقول وسواعد وفكر أبناء الوطن، فذلك له دوره المهم معنويا وثقافيا في صناعة واقع جديد يحفز الكثيرين على المشاركة والدخول في الدورة الانتاجية والخدمية بحب وشغف وتطوير ذاتي ينعكس إيجابا على الاقتصاد الوطني.