خالد الشريدة

احذروا هذا النوع من الجرائم

تطور الجريمة يتطلب قبل تطوير سبل المواجهة الأمنية أن يعي المواطن دوره الأمني الذاتي وأن يرتفع بحسه الأمني، وعمليًا كلما صعد مستوى الوعي الفردي ارتفع ذلك الحس الأمني، وفي الأثر أن «المؤمن كيّس فطن» و«لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين»، أي أن اليقظة والحذر من سماتنا وأسس وعينا، لأنه ما من أحد يقبل أن يكون مغفلًا أو يقبل باستغفاله بحيث لا يستطيع القانون أن يحميه.تطور أساليب الجريمة في عصرنا الحالي يتطلب إدراك نوع الجرائم التي يمكن أن تستهدف كل أحد منا، ولعل أحدث نوع من الجرائم ما حذر منه مختص فيما يسمى «التهكير الذهني»، وواضح ارتباط الجريمة بلغة العصر من خلال كلمة «تهكير» التي ترتبط بتقنيات التواصل والمواقع الاجتماعية، ومن خلال هذا الأسلوب يعمل لصوص على خداع عاملي الحسابات في البنوك والكاشير في المحال بغرض السرقة من خلال تشتيتهم واختطاف انتباههم.ومن الأساليب الحديثة والخطيرة التي يستخدمها بعض اللصوص اختراق الجوال واستغلال بعض البرامج مثل الواتس اب أو التويتر، وعلى سبيل المثال تم اختراق برنامج الواتس اب لشخص ما وبدأ يتواصل مع المقربين منه ويطلب منهم مبالغ مالية بحجة انه محتاج لها وبشكل سريع وخلال أقل من اربع ساعات استطاع الحصول على أكثر من مائة ألف ريال.هذا النوع من الجرائم له خطورته في استهداف الأشخاص بشكل مباشر من خلال روابط وهمية، وأيضا تتم اختراقات البنوك والحسابات والمحلات التجارية التي يتواجد بها عاملون بسطاء قد يعملون في خضم ذروة العمل أو ازدحام موقع ذلك العمل، ليجدوا أنهم سلبوا ما يكسبونه أو يبيعونه طوال يوم كامل من العمل الشاق، ولعل بعض المقاطع في الأسواق المحلية أو الخارج تم استخدام أسلوب الإلهاء بصورة واضحة وسرقتها في لحظة الاختطاف الذهني واشغال القائمين على المحال، وقد يمتد ذلك إلى غير المحال التجارية، ويستهدف أي شخص للحصول على شيء منه بغرض الاستيلاء عليه وسلبه وسرقته.لذلك كله لا بد من التوعية بالأساليب الإجرامية وارتفاع الحس الأمني لدى الأفراد، لأن أمثال هؤلاء المجرمين غالبا يركزون على نقطة ضعف الآخرين في الثقة بهم واستغلال ذلك في التشويش على أي أفكار سلبية حولهم حتى يحصلوا على مبتغاهم الإجرامي، وحين نتعامل مع غرباء فمن الضروري التركيز بشدة على موضوع تواصلهم واختصاره في أضيق الحدود وتقليل المدة الزمنية للتواصل، حتى لا يتمتع المجرم بوقت يضلل أو يشوش فيه على تفكير الضحية المستهدفة بجريمته، فهو يحتاج إلى ثغرة وزمن جيد وإذا حصل على ذلك تمكّن من تنفيذ جريمته، وذلك ما يجب ألا يحصل عليه في هذا النوع من الجرائم.