اليوم - الرياض

المسرحيون ورؤية 2030 في «رواق فنون» ثقافة الرياض

أكد مدير جمعية الثقافة والفنون بالاحساء المخرج علي الغوينم أن متطلبات «الرؤية السعودية 2030» ذات الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية تحتاج لتضافر الجهود لتحقيقها، متحدثا عن بدايات المسرح السعودي في عام 1947م، عندما حضر الملك عبدالعزيز -رحمه الله- مسرحية في احتفال تعليمي في مدينة عنيزة، وكانت بعنوان «حوار بين جاهل ومتعلم» (حسبما أرخ الأستاذ علي السعيد) تلتها إرهاصات من خلال المدارس والأندية، ثم العمل المسرحي المنظم، على يد الراحل أحمد السباعي عندما أسس دار قريش المسرحية بمكة المكرمة أواخر الخمسينيات الميلادية، بدأ بعدها حراك مسرحي متنوع في عدد من مناطق المملكة بجهود فردية غالبا، من خلال تبني المسرح من قبل رعاية الشباب، والجامعات، وإدارات التعليم، وجمعية الثقافة والفنون، وبعض الفرق المسرحية التي تبنتها جمعية المسرحيين السعوديين قبل توقفها، إضافة للعديد من المهرجانات المسرحية أبرزها مهرجان الجنادرية، الذي صمد فيما توقفت معظم المهرجانات. وقال خلال ندوة «ماذا أعد المسرحيون السعوديون لرؤية 2030؟» التي نظمها ملتقى «رواق فنون» بجمعية الثقافة والفنون بالرياض نهاية الاسبوع الماضي التي أدارها الدكتور صالح الزهراني إن هذا الحراك نتج عنه عدد من الأعمال المسرحية المتميزة، وبروز الكثير من الكتّاب والمخرجين والممثلين والفنيين، الذين حققوا إنجازات محلية ودولية.وذكر أن هذه الانجازات تحققت وسط غياب إعلامي كبير، بالذات من قبل الإعلام المرئي المحلي الذي ساهم في تغييب أعمال المسرح السعودي أمام الجمهور المحلي، حيث تجاهل التسجيل والبث، واكتفى بالتوثيق والحفظ مما انتج سؤالا مزعجا يُردد في كل لقاء او مناسبة وهو: هل يوجد مسرح سعودي؟.وعن الاستعداد لرؤية 2030م، ذكر الغوينم أن المسرح لا بد أن يكون ذا مسؤولية في إحداث التغيير الاجتماعي، كونه منصة مهمة تعكس الظروف الاجتماعية بأسلوب يدعو إلى التبصر في العلاقة الاجتماعية والمهنية والاقتصادية والتربوية والثقافية.وقال: يقع على عاتقنا كمسرحيين مسؤولية كبيرة تجاه مَنْ نقدم لهم منتجنا، لذلك علينا أن نبدأ بأنفسنا قبل وضع اللوم على غيرنا، فلنصلح من شأننا لنؤثر ونتأثر.ثم أطلق عددا من الأسئلة حول القرب من الناس، ووجود رصيد جيد من الأعمال الجماهيرية، وطبيعتها، متسائلا عن سبب تخلي المسرحيين عن المسرح الواقعي الاجتماعي، وكيف كان المسرح السعودي قبل عام 1979، وماذا أصبح بعدها، والسبب في ذلك، مشيرا للغربة الاجتماعية التي عاشها المسرحيون خلال أكثر من ثلاثة عقود، حتى وصلوا لكونهم وحدهم يتابعون أعمالهم.وشهدت الأمسية عددا من المداخلات والتعليقات من قبل الحضور، بدأت من قبل رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية للثقافة والفنون الدكتور عمر السيف، الذي ثمن جهود الغوينم التي أثرت فرع جمعية الاحساء إضافة لريادته ونشاطاته المتميزة للمسرح السعودي.فيما علق الدكتور نايف خلف الثقيل قائلا: أتفق مع الغوينم في جزء كبير من حديثه، ولكن أعتب عليه في تحميل المسرحيين المسؤولية التامة عن حالة المسرح السعودي الحالي، ومسؤوليتهم تجاه الرؤية، حيث إن رأيي الشخصي بأن إشكاليتنا هي مع المنتج المسرحي، والإداري المسؤول من جهة أخرى.وأضاف الدكتور الثقيل: أعتقد شخصيا أن الإداري والمسؤول يتحمل مسؤولية كبيرة فيما وصل إليه المسرح، باعتباره صانع قرار وصاحب مسؤولية ويملك مصدر القوة وهي (الميزانية).واتفق المخرج سمعان العاني مع ما اشار اليه الدكتور الثقيل بأن المسرح والعاملين فيه وقعوا ضحية المسؤول عن المسرح، خصوصا مع سكوت المسرحيين وعدم شجاعتهم في مواجهة ذلك المسؤول عندما كان يقف ضد مصلحة المسرح. ![image 0](https://www.alyaum.com/media/upload/1d21684c74550c83c19e857e61ccdb74_1.jpg)شهدت الندوة عددا من المداخلات