محمد الصويغ

«أدبي الأحساء» ولقاء الواعدات

يلعب نادي الأحساء الأدبي دورا مميزا ومحوريا في تحفيز الواعدات الناشئات بالمحافظة على النهل من معين الثقافة الثر سواء من خلال مكتبة النادي المتميزة بشتى المصنفات الأدبية أو من خلال منابر هذا الصرح الثقافي العملاق، ويحرص مجلس ادارة النادي أشد الحرص على زيارة الواعدات لاقتناء مختلف الاصدارات للاستفادة منها في مسيرتهن الثقافية والأدبية.ولا شك أن المرأة في هذه المحافظة الخضراء أخذت في الآونة الأخيرة كما هو مشاهد في الاستفادة القصوى من سائر فعاليات النادي، وأضحت أكثر اهتماما بمفعول الحركة الثقافية في هذا الجزء العزيز من أجزاء الوطن بدليل تمسكها بحضور اللقاءات الشهرية التي يعقدها النادي للواعدات ومحاولتها التأثير بما يدور فيها من جانب والتأثر بها من جانب آخر.ويدل إقبال المرأة على تلك اللقاءات على اهتمامها الواضح بالثقافة العامة ورغبتها في خوض غمار الفعاليات التي يمارسها النادي من أجل تسخير اصداراته وعناوين منابره وما يدور في أمسياته الشعرية والقصصية لزيادة استيعابها لمختلف الموضوعات المطروحة على الساحة الفكرية والمشاركة الفاعلة في مناقشة ما يدور من إبداعات وإرهاصات، وقد حققت في هذه المضامير نجاحا لا بد أن يذكر لها وتشكر عليه.وأكاد أذهب الى القول إن نصفنا الحلو في هذه المحافظة وقد أفسح النادي له المجال لممارسة أنشطته الثقافية والأدبية مطالب بمضاعفة جهده ليرسم بصماته الواضحة على خارطة الحركة الفكرية الواثبة في الأحساء وهي «ولادة» بالمثقفين والمثقفات عبر العصور قديمها ووسطها وحديثها، وأخال أنه سوف يرسم تلك البصمات بما عهد فيه من مثابرة وجد واجتهاد.ومن يحاول العودة الى تاريخ الأدب في هذه المحافظة الجميلة فانه سوف يكتشف دون مشقة أو عناء أنها كانت ولا تزال غنية بالمفكرين من الجنسين ولهم آثارهم الثقافية الخالدة التي قد لا أستطيع حصرها أو تعداد رموزها عبر هذه العجالة القصيرة، فليعد الى تلك الآثار من يرغب الوقوف على ما خلفه أولئك من أعمال، وعلى ما تسطره الأجيال الحاضرة من ارهاصات فكرية متميزة.وغني عن القول أن المرأة في بلادنا أخذت تشق طريقها نحو العمل بجدية مع الرجل لبناء مجتمعنا السعودي الناهض، وعليها أدوار رئيسية وهامة من أجل تقدمه وتنميته، ومن ضمنها الدور الثقافي الذي لا بد أن توليه جانبا مهما في حياتها، وأظن أنها مهيأة اليوم لخوض غمار الحقول الثقافية والفكرية المتعددة وانتاج ما يمكن انتاجه من أعمال جديدة كما هو الحال في أعمالها القديمة على قلتها.ومطالبة المرأة ببذل هذا الجهد عبر القنوات الثقافية التي يتيحها النادي هي مطالبة وجيهة كما أرى وهي على استعداد فطري لتقديم الكثير من الجهد في سبيل الرقي بمستويات الثقافة في الأحساء وفي غيرها من المحافظات والمدن بالمملكة، وقد أبلت بلاء حسنا في تقديم العديد من الأفكار الثقافية الجيدة وأظن أن أمامها مشوارا طويلا لتقدم الكثير من العطاءات فهي تملك من المقومات والمؤهلات ما يدفعها للبذل والعطاء في مجالات ثقافية عديدة.