نهار جديد
يتميز الانسان هذا الكائن العجيب في تكوينه وتصرفاته بمميزات عدة منها حبه للمعرفة والاستطلاع ولقد عرف الانسان منذ قديم الزمان بحبه لمعرفة جميع ما يدور حوله ومراقبة احوال وتصرفات من يعيشون حوله سواء اهله او جيرانه او اي احد المهم ان يجمع اكبر قدر من المعلومات وبهذا يظن نفسه اصبح مثقفا اجتماعيا فهو عالم بجميع ما يدور حوله وكأنه فاز بكنز ثمين وبمجرد ان تحصل له فرصة مناسبة في اي اجتماع او لقاء مع احد تجده يتفاخر بسرد تلك المعلومات فتراه يتكلم عن هذا وذاك هذا له ماض هكذا وهذا وقع في مصيبة عظيمة وهذا حدثت له الفضيحة الفلانية ولا يتورع عن سرد اية تفاصيل حتى الدقيقة جدا.. اكل ولبس وشرب وووو كلام لا ينتهي من هتك اعراض الناض والتدخل في شؤونهم الخاصة والتحدث بها امام مجموعات من الافراد الذين بدورهم يستمتعون بها وينقلونها الى جماعات اخرى (طبعا مع اضافة المزيد من البهارات حتى يزداد المستمع شوقا وإثارة)..طبعا هذه من الظواهر الاجتماعية السيئة جدا فلم لا يحترم كل منا خصوصيات الاخر لم لا تحفظ اعراض الناس لم نشعر بالمتعة عند سرد الفضائح واحوال الناس؟ هل يرضى احدنا هذا على نفسه هل يقبل ان يكون حديث الناس يتكلمون عنه ماذا فعل اليوم وامس وماذا كان يفعل في الماضي هل نرضى على انفسنا ان نكون ابطال رواية في حديث جماعي طبعا..لا.لذلك فإن ما لا نرضاه لانفسنا لا نرضاه لغيرنا، وكما تدين تدان، لكن ماذا لو استخدمنا تلك الصفة (حب الاستطلاع) فيما يفيدنا وينفعنا؟ لم لا نهتم بالاستطلاع على كل ما هو جديد في العلم والثقافة لم لا نكون مطلعين على تاريخ الإسلام مثقفين به، حري بنا ان نشغل اوقاتنا بالاطلاع على العلم الديني والدنيوي لكي نحصل على الاجر والثواب من الله ثم لكي نستفيد منه في حياتنا لكي يحق لنا فعلا ان نفخر بما لدينا من معلومات مفيدة ومثرية للعقل البشري بدل هذه الطاقات في الحديث عن الناس وعن هذا وذاك، حب الاستطلاع يكون خصلة حميدة جدا لو سخرت في وجهتها الحقيقية. نور محمد