واقع القصة وأزمة حضورها في ثاني أيام مهرجان بيت السرد
أقيمت مساء أول أمس الخميس، بفرع جمعية الثقافة والفنون بالدمام، فعاليات اليوم الثاني من مهرجان القصة القصيرة، الذي ينظمه بيت السرد، وتضمنت ندوة عن افاق النشر والتلقي، شارك فيها الناقد د. سحمي الهاجري، والناشر عبدالرحيم الأحمدي، ود. محمد البشير، وأدارها القاص عبدالله الدحيلان.#معبر للرواية#شهدت الندوة خلافا في الرأي بين د. محمد البشير، الذي تحدث عن المقاعد الفارغة في المهرجان، قياسا بمهرجان الأفلام الذي غص بالجمهور.كما استشهد البشير بدعوة أطلقها القاص فهد المصبح إلى وقف الأمسيات القصصية، وقال إن القاصين أنفسهم لا يرون في القصة إلا مجرد معبر وتمرين للوصول إلى الرواية، مستشهدا بمقال للدكتور مبارك الخالدي.ولم ينكر البشير ما طرحه الهاجري من تأثير وسائل التواصل على تلقي القصة، وكونها مساحة جديدة لتلقيها، إلا أنه طالب بالنظر بواقعية والاعتراف بوجود مشاكل حقيقية في حضور القصة وانحسار تلقيها لصالح أجناس أدبية أخرى. مشيرا إلى أن الشواهد توضح أن الزمن أضحى للرواية التي تحظى بنصيب الأسد من المهرجانات والمسابقات ولا يمكن إنكارها، داعيا إلى إنعاش القصة وإخضاعها لما سماه صعقات كهربائية لإعادة النبض لها.#جذور الوعظ#في حين رفض الناقد سحمي الهاجري ما قاله البشير، معتبرا القول بموت جنس أدبي ليس سوى نوع من المبالغة والإثارة أكثر من كونها حقيقة، ورغم حديث الهاجري عن مناسبة القصة بحجمها الصغير لوسائل التواصل وحضورها في النقد والمسابقات التي اعتبر تحكيمها نوعا من النقد الأدبي، إلا أنه اعترف بأن النصوص نفسها تعاني، فما زالت تضاريس العقلية العربية حاضرة في القصة بعد زمن طويل من مغادرتها زمن القص المباشر، ولا تزال جذور من بقايا الوعظ والإرشاد، وكأن القاص هو الحكيم الذي سيصلح الأمور.كما أن هناك هموما ذاتية للقاص قد لا تكون كبيرة ونبيلة تسيطر على القص، مع أن القصة يفترض أن تكون ملاحظة للخارج أكثر من كونها انكفاء ذاتيا.وقال الناشر عبدالرحيم الأحمدي إنه لا يزال ينشر الكثير من القصص، لكنه أنحى باللائمة على القاصين أنفسهم، فهم لا يخلصون لفنهم بحسب قوله، وتحدث عن دور التعليم في ظهور جيل من الكتّاب تمتلئ كتبهم بالأخطاء، وذكر أن المكتبات قد لا تتلقى القصة بقبول حسن وهي بوابة التوزيع الوحيدة أمام القارئ.#تشجيع القاصين#من جانبه، أجاب الكاتب والباحث محمد ربيع الغامدي عن سؤال الدحيلان عن دور الناشر في تشجيع القاصين، مؤكدا أن الناشر لا ينتظر منه إلا أن يبحث عن تغطية التكاليف وإيجاد الربح، وأن المعضلة في التكاليف العامة للحياة. وعلق القاص جبير المليحان مبينا عدم قبوله الحديث عن موت القصة، مؤكدا تفاجؤه من ظهور أسماء جديدة تكتب القصة بمستويات جيدة في موقع القصة العربية.#المخيلة القصصية#وشهدت الليلة الثانية إقامة أمسية للقاصين الرواد جبير المليحان وفهد الخليوي وعبدالرحمن الدرعان، أدارها القاص والناقد عبدالواحد اليحيائي، وفي جانب من النقاش على هامش الأمسية أكد القاصان المليحان والدرعان أن البيئة القروية بتفاصيلها وما تتلوه الأمهات والجدات من قصص كانت من مناشئ ومنابع المخيلة القصصية لديهما. وفي نهاية فعاليات اليوم الثاني، وقّع القاصون عبدالله الدحيلان، وطاهر الزارعي، وعلي السعلي ومريم الحسن إصداراتهم للحضور.