أيام الطفولة.. عذوبة الحلم ورونق السعادة
لقد خلق الله الإنسان ليعيش حياته في صورة متعاقبة ومتطورة، تبدأ من البساطة والعذوبة وتنتهي بمرحلة الكهولة والشيخوخة المليئة بالحكمة والرفق والإيمان، والحقيقة وجدت نفسي وأنا في خصب الحياة أسترجع أيام الطفولة، وأخذت تراودني كثير من الذكريات الجميلة التي إذا تعمقت فيها أجد معاني راقية لبساطة هذه المرحلة في حياتي ومدى عذوبة الحلم فيها وعمق معنى السعادة.ولا شك أن الكثير منا عندما يسترجع أيام طفولته تجده يشعر بالسعادة وترتسم على وجهه ملامح الابتسامة في رونق مختلف لمعنى الابتسام، وهذا هو الفرق بين مرحلة الطفولة ومراحل العمر الأخرى، ففي الطفولة سذاجة بريئة ونقاء عجيب خلق به الإنسان، فالمشاعر الحقيقية عرفناها ونحن أطفال، عرفنا معنى الحب والسعادة، عرفنا معنى الصداقة والصحبة، عرفنا معنى تذوق طعم الحياة والاستمتاع بالطبيعة، تلك أيام الطفولة التي تعلمنا فيها كيف نفرح بالمناسبات والأعياد، ولحظات الدفء والحنان في رحاب الأسرة والعائلة الكبيرة، ولذلك تعد ذكريات الطفولة أغلى الذكريات على الإطلاق، فتلك المرحلة لم تتلوث بأمراض القلوب ولم تعرف الأحقاد أو العداء، فقلوبنا كانت بيضاء صافية، ولذا دائما ما نجد أنفسنا نفكر في الأماكن التي كنا نذهب إليها ونلعب فيها ونستمتع بها، بل نشعر بالحنين للذهاب إلى تلك الأماكن لنسترجع ذكريات الطفولة الجميلة، أيام الطهارة والبراءة، ودائما ما نقول ليت الزمان يعود يوما، فكثير من الأحيان يشعر الإنسان في الوقت الحاضر بالحنين إلى طفولته ويتشوق الى الارتماء في أحضان والديه لينعم بمشاعر الحب والدفء والأمان التي يفقدها الإنسان اليوم في مجريات الحياة القاسية.حقيقة إن الحنين إلى أيام الطفولة والتعمق في الذكريات يجعلنا نتذكر أجمل اللحظات ونسترجع ماضينا مما يولد طاقة ايجابية جديدة تسهم في دفع الإنسان للاستمرار في الحياة، أيام الطفولة التي ملأتها الأحلام والآمال بلا قيد أو شرط، دائما ما كنا ننظر إلى المستقبل بمنظور مشرق وسعادة لا حدود لها، كما كنا نسعد بأبسط الألعاب والأشياء حتى النقود، فمبلغ صغير كان مصدرا لسعادة كبيرة، فلم يشغل بالنا الحصول على الكثير لأن القليل كان فيه متعة لا توصف، لذا فهي أيام تركت أثارا عميقة لا يمكن أن تمحوها السنون، ولقد كنا نقدر الإحساس خير تقدير، فمشاعر الحزن كانت واضحة صافية ودموعنا تلقائية وبريئة، والفرح معان ونغمات وبهجة وابتسامة وأضواء وألوان، الفرح لا يعرف زيفا أو نفاقا أو قناعا، كان الفرح من أعماق القلوب، وسيبقى الحنين دائما إلى أيام الطفولة وستظل ذكريات الطفولة في الوجدان والقلب، وستبقى تلك الذكريات لتجدد نبضات الحياة في قلوبنا حتى نجدد الأمل بالشوق والحنين، لعلنا نصنع أياما مليئة بالسعادة الحقيقية التي لا زيف فيها، وليت الزمان يعود يوما.