المملكة والحضور بفخامة الثقة
لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يكون للمملكة حضورها البهي على كافة مساحات وساحات الإعلام الدولي، هذا الأمر لا يحدث افتعالًا، ولا عبر شبكة شركات علاقات عامة كما يفعل البعض، وإنما جاء هذا الحضور انطلاقًا من اتساع هامش حركة القرار السعودي، وشموليته، واتساع مدى حركة الفعل، وقيم العمل الجديدة التي تتوسم روح الشباب لتصنع التغيير المؤسس على تطلعات هذا الجيل الذي وصفه سمو ولي العهد بأنه لا سقف لتطلعاته إلا حدود السماء، من هنا كانت مساقات الرؤية وقنواتها المتعددة تصب تطلعاتها ومطامحها كل يوم على هيئة قرارات، وأعمال، وشراكات، وتوجهات تسابق الوقت لتصل إلى غاياتها بأقصر الطرق، وأتم الأعمال، مما جعلها بطبيعة الحال مادة دسمة للإعلام الذي يتابع ويحلل ويستقرئ. ما يحدث في المملكة، ويستقطب الإعلام ليس مجرد عملية إعادة هيكلة، أو محاولة تطوير، وإنما هو بحق إعادة بناء تريد أن تستثمر في عقول أبناء الوطن أكثر من الاستثمار في ثروات الأرض؛ لأن هذا النوع من الاستثمار هو الأبعد عن المزاحمة، وهو ما لفت أنظار الآخرين لما يجري على هذه الأرض، بعدما أدركوا أنهم أمام عملية تحول وطني في آليات التفكير التنموي، وأساليب الاستثمار التي تريد أن تجعل السلع الخام مجرد متممات اقتصادية للاستثمار عالي العوائد، ورفيع القيمة، والذي يحرر الرؤية للشاب السعودي من إطار الثراء النفطي إلى إطار الثراء المعرفي الذي يصنع الفارق في كل مناحي الحياة، ويثبت للعالم أنه يستطيع أن يخرج تماما من نمطية وذهنية الوظيفة، إلى ذكاء ومهارة المبادرة التي تعزز قيم الإنتاج، وتوسع دائرة الإنجاز لتشمل باب التطوع كجزء أدبي من قيم الولاء، وترجمة عملية لسلوك المواطنة، إلى جانب رفع مستوى قدرات الاستثمار في اقتصاد المعرفة. نعم.. تتغير المملكة، وتتحرك عجلات العمل والتنمية فيها برتم سريع وغير مسبوق؛ لأن هناك روحًا وثابة تصر على أن تراهن على أن تقود وتصنع التغيير خلال عقد أو يزيد قليلًا، وهناك طيف شبابي واسع يتناغم تماما معها في أحلامه، وفي تطلعاته، وتصوره للمستقبل، وهو التحدّي الذي اختصر الكثير من الوقت ليحرّض العقول على أن تخرج من تقليديتها لتفكر خارج الصندوق ببناء المبادرات، وترجمة الأحلام إلى مشاريع.