الرياض ـ اليوم ـ واس

اسرائيل تعتدي ولا تفاوض وهي المسؤولة عن تدهور الأوضاع

أدان صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل وزير الخارجية العدوان الاسرائيلي على الجمهورية العريبة السورية الشقيقة وابتعاد اسرائيل عن أسلوب الحوار والتفاوض وانتهاجها أسلوب العدوان والقهر وأكد سموه تضامن المملكة العربية السعودية مع سوريا.وأكد سموه في مستهل الايجاز الدوري الذي عقده امس في مقر وزارة الخارجية بالرياض أن تدهور الاوضاع الامنية في الاراضى الفلسطينية المحتلة انما هو بسبب ممارسات الاحتلال الاسرائيلي ضد الفلسطينيين مشددا سموه على ضرورة توفير قوات دولية للفصل بين الطرفين خصوصا أن جميع الاتفاقيات الامنية التى يتم توقيعها في مناطق النزاعات حول العالم قد اقترنت دائما بتأمين قوات دولية للفصل بين الاطراف المتنازعة وقال سموه بناء على ذلك فان الحالة في منطقة الشرق الاوسط يجب ألا تكون استثناء من هذه القاعدة.وأهاب سموه بمجلس الامن الدولى القيام بمسؤولياته واتخاذ الاجراءات الحاسمة لردع الاحتلال الاسرائيلي وما تقوم به من ممارسات استفزازية في المنطقة مبينا انها أصبحت تشكل امتحانا حقيقيا لمجلس الامن ومحكا لمصداقيته وجديته نحو مبدأ التحرك الجماعى لمواجهة الازمات الدولية كما هو منصوص عليه في ميثاق الامم المتحدة التى تلزم الدول الاعضاء الوقوف بحزم ضد مثل هذا العدوان السافر.ودعا سمو الامير سعود الفيصل اللجنة الرباعية الدولية والولايات المتحدة الامريكية على وجه الخصوص الى تحمل مسئولياتهم نحو مبادرة خارطة الطريق ووضع الآليات التنفيذية لها بما فيها تأمين قوات الفصل بين الطرفين لضمان التزام اسرائيل.وتطرق سموه لما يخص الشأن العراقى معبرا عن امل المملكة العربية السعودية في أن يركز مجلس الامن الدولى في مداولاته الحالية بشأن مشروع القرار المطروح امامه على وضع العراق واحتياجاته والمشاكل المرتبطة به والحلول العملية الواجب اتخاذها تجاه هذا البلد الشقيق ومعاناته الانسانية والمحافظة على وحدة ترابه الوطنى والبعد عن الجدل والتنظير حول الاجراءات وتفسيراتها ومقاصدها السياسية على حساب القضية الرئيسية وهى العراق وشعب العراق.واشاد سمو وزير الخارجية بزيارة دولة المستشار الالمانى جيرهارد شرودر الى المملكة العربية السعودية مؤخرا والتقائه بخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الامين ـ حفظهما الله ـ ووصفها بانها كانت عميقة وايجابية جرى خلالها بحث عدد من القضايا التى تهم منطقتنا والامن والسلم الدوليين وبحث سبل توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في الجوانب السياسية والاقتصادية والامنية.وأفاد سموه أن المملكة ستشارك بوفد يرأسه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطنى في مؤتمر قمة منظمة المؤتمر الاسلامى المزمع عقدها الشهر الجارى في العاصمة الماليزية (كولالمبور) مبرزا سموه رؤية المملكة لهذا المؤتمر واهميته في مواجهة التحديات الراهنة التى تواجهها الامة الاسلامية وما تتعرض لها من نظرة سلبية وتشكيك في مبادئها ومعتقداتها نتيجة لممارسات بعض الفئات الضالة التى اساءت الى الاسلام ومبادئه السمحة.وقال سموه يحدو القيادة السعودية الامل في ان تحقق القمة الاسلامية ما يصبو اليه العالم الاسلامى في الوقوف صفا واحدا في مواجهة هذه الفئة الباغية التى تحاول سرقة المبادئ الاسلامية الحنيفة وتشويهها لتبرير اعمالها الاجرامية تحت غطاء الدين.. كما نأمل ان يستعيد العالم الاسلامى احترامه ومكانته الدوليين اللذين يليقان به كاحد الاركان الرئيسية للحضارة الانسانية لتعود رسالة الاسلام مجددا مصدر نور وهداية (كما هى دائما) لكافة المسلمين وينبوع تمدن وحضارة اسلامية.وفي معرض اجاباته عن أسئلة الصحفيين اوضح سموه أن تعيين نساء في وزارة الخارجية ليس بالشئ الجديد وان هناك قسما نسائيا منذ انتقال وزارة الخارجية الى الرياض وان هناك وزارات ومؤسسات حكومية كثيرة تعمل فيها نساء وان هذا أمر طبيعى.ورأى سموه أن عمل المرأة السعودية في وظائف دبلوماسية يندرج في اطار عنصرين هما التعاليم الاسلامية وتوافر فرص العمل.وتحدث سموه عن العلاقات العربية الامريكية معبرا عن الامل في ان تكون العلاقات على افضل حال دائما موضحا ان ما يعكر صفو هذه العلاقة هو المجاملة المفرطة التى تحظى بها اسرائيل حينما تقوم بعمل يجب الشجب لمثله مبينا ان المطلوب من الولايات المتحدة الكلام ليس اكثر.وعن موقف المملكة العربية السعودية في حال تكرار الاعتداء على سوريا او اى دولة عربية اخرى قال سموه السعودية جزء من العالم العربى وسوريا ايضا.. ودعمنا لسوريا تفرضه علينا اتفاقياتنا معها في اطار الجامعة العربية وهذا يتوقف على ما ترى سوريا من اشقائها العرب.وبخصوص ما أوردته بعض وكالات الانباء بأن لقاء سمو ولي العهد بالمستشار الاتحادى الالمانى جيرهارد شرودر خلال زيارته للمملكة مؤخرا قد تناول موضوع تمويل بعض الجهات في المملكة لجهات متطرفة في المانيا أفاد سموه قائلا ان الحديث عن تمويل الارهاب موضوع فتحته المملكة مع المستشار الالمانى.. وكان هناك توجيه من خادم الحرمين الشريفين الى سمو ولي العهد بفتح هذا الموضوع ليكون هناك تعاون شفاف في هذه المسألة.وردا على سؤال عن التعاون الامنى بين المملكة واليمن بين سمو وزير الخارجية أن هناك تعاونا شفافا وشاملا يصل الى درجة تسليم المتهمين وتبادل المعلومات الامنية في وقتها مؤكدا سموه أن هذا التعاون مثال يحتذى به بين الدول العربية في مكافحة الارهاب.وأكد سمو وزير الخارجية أن المملكة ستشارك في مؤتمر الدول المانحة للعراق وقال ان العراق بلد مهم ومحورى في العالم العربى.. والمملكة كانت مبادرة في مساعدة العراق قبل أن تكون هناك مؤتمرات وندوات ومساعدات حقيقة واساسية وتغطى احتياجات رئيسية في العراق في الجوانب الانسانية والجوانب الاخرى وهذا سيكون امتداد لجهودها المستمرة في خدمة العراق.ونفي سموه صحة أنباء صحفية تشير الى ان المملكة قد الغت الديون المستحقة على العراق.واوضح سمو الامير سعود الفيصل أن العراق عضو في اتفاقية الدفاع المشترك التى تنص على تدخل قوات عربية الى أى بلد عربى يحتاجها لافتا النظر الى ان وجود الرغبة من الحكومة الشرعية العراقية شئ اساسى لوجود هذه القوات في العراق.وحول الحاجة لعقد قمة عربية ازاء الاحداث والتطورات الراهنة في سوريا والعراق بين سموه أن هناك اجتماعا للقادة في ماليزيا وستكون هناك فرصة للتشاور حول ما يرونه مناسبا لتنسيق السياسات نحو القضايا الهامة والاساسية وهى فلسطين والعراق والهجمات الاسرائيلية على سوريا مفيدا ان الجامعة العربية عاملة في هذا الشأن وان هناك اجتماعا استثنائيا للمندوبين واذا تطلب الوضع سيكون هناك اجتماع استثنائى لوزراء الخارجية معبرا عن امكانية عقد قمة عربية اذا رأى القادة ذلك.وعن التنسيق بين المملكة ومصر وسوريا حيال المتسجدات قال سموه ان التنسيق بين الجهات الثلاث السعودية والمصرية والسورية مستمر وليس شيئا جديدا واخر لقاء كان في القاهرة تم الاتفاق فيه على أن تقدم ورقة عمل مشتركة لمؤتمر القمة القادم حول تحسين وتصحيح الوضع العربي.وكان صاحب السمو الملكي الامير سعود الفيصل قد استقبل في مكتبه أمس، كل على حدة، السفير البلجيكي رودي سخيلينيك والسفير البريطاني شيرارد كوبر كول اللذين قدما لسموه صورا من اوراق اعتمادهما تمهيدا لتقديمها لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود بوصفهما سفيرين لبلديهما لدى المملكة.كما استقبل سموه كلا من سفير الولايات المتحدة الامريكية لدى المملكة روبروت جوردن وسفير المجر لدى المملكة غيزا ميهابى كلا على حده اللذين ودعا سموه بمناسبة انتهاء فترة عملهما ومغادرتهما للمملكة.وحضر الاستقبالات رئيس المراسم بوزارة الخارجية السفير عبدالرحمن بن محمد النويصر ومدير الادارة الغربية الدكتور خالد الجندان.