صحيفة اليوم

عادل الذكر الله

أناس يصنعهم التاريخ، آخرون يصنعون التاريخ، ومولاي خادم الحرمين الشريفين من سلالة الأماجد، الذين صنعوا التاريخ، بما اتسموا به من حصافة ورأي سديد ونظرة ثاقبة وحكمة ورجاحة عقل وتمرس (حفظه الله) ذلك، منذ أن حظي بالعناية والرعاية، كما هي مع إخوانه الأماجد.. وما ان بدأ يميز حتى جالس البطل المؤسس في مجلس الأبطال، وهناك صقلت نباهته وحصافته وحكمته ومهاراته وبيانه في الحديث وسدادة رأيه وما ناله من هذه المدرسة، إضافة إلى ما طرز به من العلوم، التي نهلها من مدرسة الأمراء بالرياض والمعهد العلمي بمكة المكرمة.. هذا وذاك أهله للقيادة منذ نعومة أظفاره الكريمة، التي بدأها بعضوية وفد المملكة برئاسة الملك فيصل (رحمه الله)، في افتتاح هيئة الأمم المتحدة بنيويورك، وفي ختام العقد الثالث من عمره المديد تسلم حقيبة المعارف عام 1373هـ، وفي عام 1382هـ تسلم حقيبة الداخلية، وفي عام 1387هـ اصبح نائباً ثانيا لرئيس مجلس الوزراء، وفي عام 1395هـ تقلد ولاية العهد، وتسلم (حفظه الله) عرش المملكة في 21 من شهر شعبان لعام 1402هـ، خلفا لجلالة المغفور له بإذن الله الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود.وإذا كنا نحتفل هذا العام بذكرى البيعة الثانية والعشرين لتولي مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ـ رعاه الله ـ واسبغ عليه لباس الصحة والعافية وأمده بعون من عنده سبحانه وتعالى، فانه لا يغيب عن الذاكرة توليه أعباء كثيرة تتعلق بشؤون اقتصادية وعملية وتعليمية وأخرى تتعلق بشؤون الحج وشؤون الشباب، وما إلى ذلك، إذ تولي رئاسة المجلس الأعلى لرعاية الشباب، اللجنة العليا لسياسة التعليم اللجنة العليا لشؤون الحج، وعليه فان عطاءاته (حفظه الله) بدأت مع سنوات التميز، وحفلت بإخلاص في كل العطاء لهذا الوطن ولأبنائه، فكان سندا لوالده واخوته الملوك (رحمهم الله)، ودعما لحكومته الحالية، لذا توالت المنجزات على أرض الخيرات لأهل الخير والوفاء، فكان عهد العطاء والنماء، وإذا كنت قد استعرضت في عجالة بعض مهامه (حفظه الله)، فإنما لنلحظ سويا تأثيراته في كل المجريات الحياتية في هذه البلاد العصرية، فعلى يديه الكريمتين بدأت النهضة التعليمية، من خلال تسلمه أهم وزارة، تستثمر في العقول، ورأس مالها الإنسان السعودي، ورعايته فكرا وجسدا وروحا وعقلا، ولأن التعليم والأمن قرينان، ولأن الجهل عدو الاستقرار، والفوضى طريق الظلام، ولا ينمو التعليم في ظل الخوف والفوضى، ولا ينعم المجتمع بالاستقرار، وهم يجهلون دينهم ومصالحهم الذاتية والوطنية، راح مليكنا الغالي يدعم الأمن والأمان، ليصبح سندا للعلم والمعرفة، كما أنه التصق بأبنائه، واستمع إليهم، وحاورهم، وخلص معهم إلى نهج قيادي واضح، يسير ببلادنا إلى التطور والرقي، المعتمد في ذلك على الله سبحانه وتعالى، ومن ثم على سواعد أبناء الوطن الأوفياء، الذين يحق لهم أن يفخروا ويفاخروا بقائد عظيم، صاحب شخصية تاريخية، زعيم قائد متمكن حكيم معتدل شجاع صاحب إرادة قوية وموقف محب لدينه ووطنه وأمته، وهذا غيض من فيض لسماته الحميدة، ودعوات الجميع بان يحفظه والأسرة الحاكمة والشعب السعودي النبيل.شمال شرقلا حاجة لنا للحديث كثيرا فالأفعال سبقت الأقوال في هذا الوطن.. والمكتسبات أدهشت الجميع، والقادم أحلى أيها الوطن الحبيب.