خفقة
@ على ضفاف النيل، وبين بساتين الذرة والمنجا، تموجت نسمات الشعر الأصيل/ الحديث، في ردهات قاعة المعسكر الكشفي الدولي؛ التي ضمت نحو مائة أديب من أنحاء العالم الاسلامي، في مؤتمر أدبي اتسم بالجدية في الطرح، والجدة في التناول في معظم ما عرض من نقد وابداع.@ كان اللقاء بين قامات الأدب الاسلامي العملاقة أجمل تعبير عن نجاح رابطة الأدب الاسلامي العالمية في استقطاب وجوه هذا الأدب من شتى البقاع، ومزجهم في عمل عالمي موحد، سوف يكون له أثر بالغ ـ بإذن الله ـ إذا قدر له أن يستمر، ويتطور.@ وقد انطلقت الرابطة حين حصلت على ترخيصات رسمية من عدد من أهم الدول العربية والاسلامية؛ مثل المملكة ومصر، والأردن والمغرب، والهند، وتركيا، وتنتظر مزيدا من المكاتب لها في بقية الدول؛ مما يجعلها تبشر بمستقبل أفضل في الغد القريب إن شاء الله؛ لتكون أكبر رابطة أدبية؛ ذات تمثيل واسع الانتشار في العالم الاسلامي، لاسيما وهي تعلن ابتعادها عن كل الصراعات السياسية والحزبية، وتتبنى القضايا الاسلامية العادلة، وعلى رأسها قضية فلسطين فك الله أسرها.@ وانطلاقة أخرى حظيت بها الرابطة، حين انفلت أدباؤها من سلطة المضمون، والاختفاء وراء سمو معانيه، إلى العناية الفائقة بالتجويد الفني؛ حتى قدمت نصوص استحقت ـ عن جدارة ـ إجماع النقاد والأدباء والشعراء على جودتها وروعتها الفنية.@ إن الأديب شاعرا أو كاتبا أو ناقدا يحب أن يستمع إليه، وأن يقوم ما يكتب، وأن يعلق عليه.. إنه يشعر بأنه يتقدم خطورة كلما استجاد أديب آخر شيئا مما يكتبه.. وفي مثل هذه اللقاءات يعرض كل أديب آخر وأجود ما قال؛ يتلقى الدعم النفسي ممن يملكه ولذلك فإن المعطيات الثقافية التي تتحقق من اللقاء الأدبي اذا كان عالميا، وليست دائما في جدول الأعمال؛ فاللقاءات الهامشية بين الأدباء من ألف وأروع ما يجنيه المشاركون؛ حيث تبدأ صلات، وتتوثق علاقات، ويتم تبادل الإصدارات وتنتقل الخبرات بين الشرق والغرب في الإطار الثقافي عموما، والأدبي خصوصا.والحوار هو اللغة الأكثر قبولا عند الجميع، وعن طريقه يمكنك أن تطرح رأيك بكل حرية، وتستمع الى الآخر وهو يخالف رأيك بكل أريحية، والمستفيد هو الثقافة والأدب وكل من الطرفين. فبه تنمو المفاهيم، وتتلاقح الأفكار، وحين نفشل في الإنصات الجيد للآخرين سوف نفقد كثيرا مما كان سينمي قدراتنا الشخصية في تربية عقولنا على التفكير الحر، بحيث يسمح بتغيير ما كانت تظنه صوابا.@ والمقترح الذي نطرحه على الرابطة هوتكرار هذا المؤتمر في أكثر من بلد اسلامي؛ لتتاح الفرصة لأعضاء الرابطة أن يطلعوا على ثقافة ذلك البلد ويلتقوا بأدبائه، ويمكن من الحضور من يصعب عليه السفر إلى خارج بلاده.@ نتمنى لهذه الرابطة كل تقدم ورقي، وننتظر منها مزيدا من الاهتمام بالقيمة الفنية في الأدب، والسعي لإيجاد بارعين مبدعين؛ ليخدموا دينهم وأمتهم ووطنهم.