إسلام أباد ـ اليوم ـ واس

مكان المسلم الطبيعي ليس الكهوف المظلمة بل في مقدمة الصفوف مشاركا في صنع الحضارة

قام صاحب السمو الملكي الامير عبدالله ابن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني بزيارة لمعرض الاسلحة المصنعة في باكستان.وكان في استقبال سموه عند وصوله الى مقر المعرض فخامة الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الاسلامية ودولة رئيس الوزراء مير ظفر الله جمالى وعدد من المسؤولين.بعد ذلك تجول سمو ولي العهد في أرجاء المعرض الذى اشتمل على عدد من الاسلحة والتجهيزات الاليكترونية ومجسمات للطائرات والغواصات المصنعة في باكستان.اثر ذلك توجه سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الباكستاني الى المعرض الخارجى حيث شاهد سموه الاسلحة والطائرات والمعدات الثقيلة واستمع الى شرح عنها.ثم شاهد سموه عرضا لعدد من ناقلات الجنود والدبابات شملت ناقلة الجنود طلحه وناقلة الجنود سعد والدبابة الخالد والدبابة الحمزة.بعدها تسلم صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز هدية تذكارية من فخامة الرئيس برويز مشرف ومن دولة رئيس الوزراء مير ظفر الله جمال.اثر ذلك استقل سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الباكستاني ودولة رئيس الوزراء عربة تجرها الخيول في طريقهم الى الحفل الترحيبى الذى أقيم في مركز المؤتمرات بمناسبة زيارة سمو ولي العهد لجمهورية باكستان الاسلامية.وبعد أن أخذ سمو ولي العهد وفخامة الرئيس الباكستاني ودولة رئيس الوزراء أماكنهم في منصة الحفل الرئيسية بدأ الحفل الخطابى بالقرآن الكريم.ثم القى فخامة الرئيس برويز مشرف رئيس جمهورية باكستان الاسلامية الكلمة التالية:صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد أصحاب السمو الكرام أعضاء الوفد المرافق أصحاب المعالي، سيداتي سادتي، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.إنه لمن دواعي سروري واعتزازي البالغين أن أرحب بصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد وأصحاب السمو المرافقين له في هذا الحفل الكريم.ان صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ال سعود هو من أبرز قادة الامة الاسلامية ولا يحتاج لاى تعارف في باكستان فما تشريفه الميمون هنا اليوم الا دليل واضح لمشاعره الاخوية ومودته الخالصة تجاه باكستان وشعبها.لقد قام صاحب السمو بفضل ما يتحلى به من الحكمة والحصافة الاصيلة بخدمة المملكة وشعبها الشقيق وساهم في جعلها دولة حديثة ذات التقاليد الراسخة والهيئات القوية ومما لا شك فيه أن ما حققته المملكة العربية السعودية من الازدهار والتطور الاقتصادى الباهرين خلال العقود الاخيرة يعكسان تماما مزايا المستوى العظيم للقيادة التى يتحلى بها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز ال سعود وصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد حفظهما الله ورعاهما.انهما لم يلعبا دورا بارزا في بناء صرح الامة فحسب بل ساهما اسهاما بارزا في ترسيخ دعائم السلام والامن والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الاوسط والعالم الاسلامى وأود أن أخص بالذكر الدور الذى لعبته المملكة العربية السعودية وقيادتها الرشيدة في تعزيز اللحمة والوحدة في صفوف الامة الاسلامية الامر الذى منح المملكة العربية السعودية مكانة مرموقة في العالم الاسلامى حيث يصغى الى صوتها بكل اهتمام وتقدير.ان باكستان حكومة وشعبا تكن فائق التقدير والاحترام لمواقف المملكة العربية السعودية حيث انها تنسجم مع مبادئ الاسلام وطموحات الامة الاسلامية هذه المواقف تقوم على مبادئ السلام والعدالة والتسامح التى نحتاج اليها اليوم أكثر من أى وقت مضى لابراز الروح الحقيقية السمحاء للاسلام.إن علاقات باكستان مع المملكة دائمة انها تقوم على أساس الاواصر الثابتة للقيم المشتركة لعقيدتنا وتراثنا كما أننا نشترك في تصوراتنا ومفاهيمنا ونداوم التشاور فيما بيننا حول جميع القضايا التى تهم بلدينا الشقيقين.اسمحوا لى أن أضيف اننا نتمتع بتطابق كامل في وجهات نظرنا بشأن القضايا والتحديات الماثلة أمام الامة الاسلامية حاليا نظرا لما نحن بأمس الحاجة اليه من الوحدة والمنطلق المشترك وهذا يدفعنا الى أن ندرس مواطن ضعفنا واخفاقاتنا كى نتوصل الى سبيل يرشدنا الى الخروج من المأزق الذى تجد شعوبنا نفسها فيه.ان باكستان والمملكة العربية السعودية تمثلان دعامتين قويتين يقوم عليهما صرح الامة الاسلامية الامر الذى يحملنا مسؤولية خاصة لنعمل لتعزيز تفاهم أكبر بين الاديان والحضارات وهذا يتطلب منا أن نعمل لمناهضة التعصب وأن نعطى رؤية تنبثق من قيم خالدة وأعراف ديناميكية تتمثل في الاجماع والاجتهاد و الامر بالمعروف.وختاما يشرفنى أن اتقدم بخالص الشكر لسموكم الملكي لتكرمكم بقبول دعوتى لتشريف هذا الحفل خلال زيارتكم لباكستان ويسرنى الآن أن أوجه الدعوة لسموكم الكريم أن تتفضلوا بمخاطبة الشعب الباكستاني.بعد ذلك القى صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني، الكلمة التالية:بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله القائل في محكم كتابه (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا)، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد القائل (المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله).أيها الاخوة الاعزاء:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. من بلاد الحرمين الشريفين مهد الرسالة ومهبط الوحى وقبلة المسلمين جئتكم حاملا معى من أشقائكم في المملكة العربية السعودية مشاعر الحب الصادقة فالعلاقة التى تربط بيننا ليست علاقة عابرة ولا علاقة مصالح مادية بل رابطة روحية عميقة زادها مرور السنين رسوخا وقوة. لقد ولدت المملكة كما ولدت الباكستان الشقيقة في أحضان رؤية اسلامية عظيمة قادت خطى القائد المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود ـ يرحمه الله ـ كما قادت خطى قائدكم التاريخى محمد على جناح / رحمه الله.اننا لا ندعى الكمال فالكمال لله وحده ولا ندعى العصمة فالعصمة للانبياء عليهم السلام ولكننا نقول انكم ونحن برهنا على أن الاسلام يصلح أساسا متينا للدولة في هذا الزمان والمكان كما كان عبر القرون الطويلة أساسا متينا قامت عليه الحضارة الزاهرة التى نتشرف جميعا بالانتماء اليها.ان شعورى بأن تاريخنا واحد وأن مصيرنا واحد هو الذى يدفعنى في هذا اللقاء المبارك الى أن أحدثكم حديث الاخ لاخوانه مستلهما قوله صلى الله عليه وسلم الدين النصيحة.أيها الاخوة الاعزاء: اننى أرى أن المهمة العاجلة التى تنتظر المسلمين في كل قطر من أقطارهم هى مهة ذات شقين الشق الاول تعميق الوحدة الوطنية وترسيخها داخل كل دولة اسلامية والشق الثانى اقامة علاقات المسلمين مع الاخر على قاعدة دينية وفكرية صحيحة واسمحوا لى أن أتطرق بشىء من التفصيل لهذين الوجهين من هذا التحدى الخطير.اننا لا نستطيع اقامة نهضة حقيقية في مجتمع اسلامى تمزقه الخلافات وتعصف به الفتن وأعتقد أننا بقليل من التأمل نستطيع أن نتبين أن سبب الخلاف والفتن في كل قطر اسلامى هو داء الغلو الذى ذمه القرآن الكريم ذلك أن الغلو يولد الارهاب والارهاب يهدد كل مقومات المجتمع وأركانه.ان ديننا دين الحنيفية السمحة دين الوسطية دين الاعتدال ولا مكان فيه لمروجى الكراهية ومثيرى الاحقاد لقد ضرب لنا سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم المثل الاعلى في الرفق والرحمة والعفو والخلق.كان يعيش معه في المدينة من كان يظهر الايمان ويبطن خلافه فلم يشق عن صدورهم بل قبل منهم الظاهر من سلوكهم وغض النظر عن الباطن وقد هادن عليه الصلاة والسلام أعداءه المشركين في الحديبية هدنة سماها القرآن الكريم فتحا مبينا وعندما أظفره الله بأعدائه سنة الفتح ما كان منه الا قال لهم (اذهبوا فأنتم الطلقاء).هذه هى سيرة نبينا وأسوتنا الحسنة سيرة عاطرة بالحب مضيئة بالحنان مشرقة بالرفق متوشحة بالخلق وهذه هى تعاليمه وضل المجرمون المفسدون في الارض الذين يسفكون الدم الحرام ويقتلون الانفس المعصومة ويدعون أنهم يفعلون ذلك ارضاء لله ولرسوله / كبرت كلمة تخرج من أفواهم ان يقولون الا كذبا /.ان المحبة بين أبناء الدول الاسلامية هى الضمانة الوحيدة بعد الله لاستقرار الوطن وتقدمه ان الوطن الاسلامى ملك لكل أبنائه لا فرق بين طائفة وطائفة وفئة وفئة ومذهب ومذهب واذا كنا نسلم بحق الواحد منا في أن يعتنق ما يراه حقيقة وصوابا فلا بد اذا أن نعطى غيرنا الحق نفسه.ان الحوار لا يمكن أن يكون بالرصاص والدعوة الى الله لا تأتى بالعنف والجهاد لا يمكن أن يقترن بالعدوان فالحوار الحقيقى هو حوار الحكمة والموعظة الحسنة قال عز وجل (أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن) والدعوة الحقيقية هى التى تعتمد على الكلمة الطيبة والجهاد الحقيقى هو الجهاد ضد المعتدين.لقد آن الآوان لكى ننزع من مجتمعاتنا بذور الغلو والكراهية ونزرع مكانها بذور الوحدة والتسامح ليقوى المجتمع ويصبح جسدا واحدا اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الاعضاء بالسهر والحمى.أيها الاخوة الاعزاء:لقد تمكنت شرذمة قليلة من الارهابيين المجرمين أن تفسد علاقتنا بالآخر وأن تشوه صورة الاسلام والمسلمين ان علينا أن نتصدى لهذه الشرذمة ولاباطيلها الفاسدة وأن نقيم علاقاتنا مع الغير على قاعدة صحيحة من الفهم الصحيح ولقد اقتضت ارادة الله عز وجل أن نكون شعوبا وقبائل لا لكى يقتل بعضنا بعضا ولكن لنتعارف ولنشترك في مشروع انسانى كبير هو عمارة هذه الارض قال عز وجل (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله اتقاكم) وقال تعالى (ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة ولكن ليبلوكم فيما اتاكم).إن علاقتنا بالآخر يجب ألا تقوم على التأويلات الباطلة والشعارات الزائفة ولكن على التوجيه الربانى الخالد (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين).ان الذين يحرضوننا على معاداة العالم انما يدعوننا الى الخسران والتهلكة والذين يريدون أن ننعزل عن العالم انما يريدون لنا الضعف والتخلف.ان مكان المسلم الطبيعى ليس في الكهوف المظلمة ولا في الخلايا الارهابية السرية بل في مقدمة الصفوف يشارك في صنع الحضارة في وضح النهار كما فعل اباؤه وأجداده في العهود الذهبية.ان على هذه الامة التى قال عنها عز وجل (كنتم خير أمة أخرجت للناس) مسؤولية كبرى وهى أن تقدم بسلوكها ومنهجها وأسلوب حياتها المثل المشرق في التعامل الاخلاقى الفاضل متأسية برسولها الكريم الذى قال رب العزة والجلال عنه (وانك لعلى خلق عظيم).أيها الاخوة الاعزاء:ان التجارب علمتنا أن الحروب لا تجلب سوى الدمار والخراب ومن هذا المنطلق رأينا أن نطلب حقوقنا المشروعة بالسلام وأن نطرق كل الابواب بحثا عن الحلول السلمية وقد جاءت المبادرة العربية التى تبنتها قمة بيروت العربية باقتراح من المملكة تجسيدا لخيار السلام الذى نأمل أن يحقق لاخوتنا في فلسطين حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها حقهم في اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف ومن المنطلق نفسه فاننى أشيد بجهد أخى العزيز فخامة الرئيس برويز مشرف ومبادرته الى اعلان "خطة عمل" لانهاء مشكلة كشمير عن طريق الحوار البناء وآمل أن يوفقه الله في جهوده للوصول الى حل سلمى يحمى الحقوق المشروعة في كشمير ويجنب الباكستان ويلات الحرب.أيها الاخوة الاعزاء:ان الطريق لا يخلو من أشواك والافق لا يخلو من السحب السوداء الا أن المؤمن لا يعرف القنوط أو الخيبة المؤمن صابر في الازمة متفائل عند المصيبة حسن الظن بربه في كل الاحوال ان كل مشاكلنا قابلة للحل اذا واجهناها بشجاعة مستعينين بالله مستضيئين بهدى القرآن متبعين سنة رسولنا صلى الله عليه وسلم. إن الله لا يخلف وعده وقد وعدنا أن ينصرنا ويثبت أقدامنا اذا نصرناه ونحن ان شاء الله فاعلون.ولا أجد ما أختم به حديثى هذا خيرا من قوله سبحانه (يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون).والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.بعد ذلك القى فخامة الرئيس الباكستاني كلمة شكر قال فيها:أيها الاخوة اننى أقدم شكرى وامتنانى العميق من صميم قلبي وسويداء فؤادي لتفضل صاحب السمو الملكي الامير الاخ عبدالله بن عبدالعزيز بهذه المناسبة وتشريف أعضاء الوفد المكرمين هذه الصبيحة. أود أن أقول ان ما تفضل به في كلمته كان نابعا من سويداء قلبه. ونحن ندعو الله سبحانه وتعالى أن تستمر صداقتنا الاخوية وتتطور وتتقوى في مستقبل الايام ان شاء الله تعالى.عاشت باكستان .. عاشت السعودية .. عاشت الصداقة الباكستانية السعودية.اثر ذلك غادر صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز مقر الحفل مودعا بمثل ما استقبل به من حفاوة وتكريم.حضر الحفل الوفد الرسمى المرافق لسمو ولي العهد وأصحاب المعالي الوزراء وكبار المسؤولين في الحكومة الباكستانية.
سموه يتلقى هدية من رئيس وزراء البنجاب
الامير عبدالله والرئيس مشرف ورئيس الوزراء الباكستاني خلال الحفل في معرض الاسلحة