الإيطاليون يودعون قتلى الناصرية ويجمعون الأموال لدعم المقاومة العراقية!
أعلنت إيطاليا أمس يوم حداد وطني وهي تواري الثرى قتلاها الـ 19 الذين سقطوا على التراب العراقي، في جنازة رسمية حضرها قادة الدولة وعشرات الآلاف من المسؤولين وأقارب القتلى الذين قضوا في تفجير مذهل شهدته بلدة الناصرية في العراق الاسبوع الماضي وأسفر عن 28 قتيلا.وتجمع الملايين في كل أنحاء ايطاليا حول أجهزة التلفزيون لمشاهدة البث الحي للجنازات التي أقيمت في كاتدرائية باولو في روما ثاني أكبر كنيسة في المدينة بعد كاتدرائية بيتر.ووضعت التوابيت التي ضمت نعوش 12 من ضباط الشرطة العسكرية وخمسة جنود واثنين من المدنيين في أعلام إيطاليا بألوانها الحمراء والبيضاء والخضراء.والهجوم الذي استهدف مقر القوات الايطالية في الناصرية الاسبوع الماضي هو أسوأ كارثة عسكرية تحلق بإيطاليا منذ نهاية الحرب العالمية الثانية.وقالت سيدة لوكالة الأنباء الألمانية المأساة سببت حزنا لا يمكن أن تصفه الكلمات. وعلى الرغم من المعارضة الواسعة للحرب كان البرلمان قد وافق في الربيع الماضي على إرسال ثلاثة آلاف جندي للحفاظ على السلام في العراق والمساعدة على إعادة بنائه بعد أن دمرته الحروب. وبالرغم من الحداد، أعلن إيطاليون مناهضون للحرب أمس أنهم سيستمرون في جمع تبرعات لدعم المقاومة المسلحة في العراق.وشنت منظمة "المعسكر المناهض للامبريالية" التي تضم حوالي خمسين جماعة معادية للسياسة الأمريكية حملة عبر شبكة الانترنت تدعو إلى التبرع "بعشرة يورو (12 دولارا) لصالح المقاومة العراقية".وقال مورينو باسكوينيلي المتحدث باسم المنظمة إن 12 ألف يورو جمعت منذ بداية الحملة في وقت سابق هذا الشهر وهذه المبالغ موجودة حاليا في حساب مصرفي بأحد بنوك إيطاليا وسوف تنقل إلى العراق في يناير.وأعرب باسكوينيلي عن أمله في استخدام هذه المبالغ لفتح صحيفة يومية ولكنه لم يستبعد إمكانية أن تستخدمها المقاومة العراقية لشراء أسلحة. وقال باسكوينيلي لوكالة الانباء الالمانية: نحن لا نستبعد إمكانية استخدام هذه الاموال لقتل مزيد من الامريكيين والبريطانيين والايطاليين ولكني أعتقد أن معركتهم ضد الاحتلال الامريكي مشروعة. وأضاف قائلا: إن الحكومة خدعت الايطاليين عندما قالت إن قواتها سترسل إلى العراق في مهمة حفظ سلام. فهي تعمل ضد رغبة غالبية الايطاليين. واستطرد باسكوينيلي قائلا: أنا لست سعيدا بمقتل الايطاليين ولست فرحا بالجنازات المقامة ولكننا نعتقد أن مقتل جندي إيطالي هو ثمن تحرير العراق. في هذه الأثناء، انتشر أمس 130 دركيا برتغاليا في الناصرية مع نظرائهم الايطاليين في موقع مقابل لموقع التفجير. وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان 128 عنصرا من الحرس الوطني الجمهوري البرتغالي التحقوا مساء الاثنين بثلاثة دركيين برتغاليين سبقوهم كعناصر استطلاع لتحضير الموقع. واكد القومندان انطونيو اوليفيرا: بطبيعة الحال نحن واعون بالمشاكل الامنية لكن المعنويات جيدة. وكان هؤلاء الدركيون قد قاموا بعدة مهام في الخارج لا سيما في تيمور الشرقية وكوسوفو والبوسنة ومقدونيا. وسيكونون تحت امرة رئيس مفرزة الدرك الايطاليين الكولونيل بوجيو كارميلو.