الدمام

وجبات للصائمين تجسد روح المحبة والإخاء

تحتضن المساجد هذه الأيام وخلال شهر رمضان المبارك أماكن لتفطير الصائمين فما ان تقع عينك على أحد المساجد إلا وتجد به عبارة (هنا إفطار صائم) فالمجتمع السعودي مترابط بصفاته ومتلاحم بأفعاله يجب فعل الخير الذي يرجو منه وجه الله تعالى.مررت بعدد من المساجد والتي يوجد بها أماكن لخدمة الصائمين فشاهدت صورة من العطف والحب بين أبناء هذا البلد في التسابق على خدمة الصائمين وتقديم وجبات الإفطار لهم حيث ان اغلب من يتواجد في هذه الأماكن للافطار من هو بعيد عن الأهل والولد. إلا ان ما يراه في هذه الأماكن من حب وعطف يجعله يحس انه بين عائلته اضافة الى ان هذه الأماكن يأتيها من هو فقير ومسكين.التقت (اليوم) مع عد من مرتادي هذه الاماكن ففي البداية التقيت باحد الأشخاص وهو من الجنسية الآسيوية فذكر ان شعوره تجاه هذا البلد وأهلها لا يمكن وصفه وذلك لما يتميزون به من أخلاق المسلم الحقيقية وحبهم لفعل الخير الذي لا ينتظرون إلا الأجر من الله سبحانه وتعالى وذكر انه يشعر بانه بين أهله وإخوانه على ما يلقاه من اهتمام وحب الناس لفعل الخير في هذه البلاد الطيبة.أما أحد الصائمين الذين يرتادون هذه الأماكن خلال هذا الشهر الكريم ذكر ان ما يراه في هذه الأماكن من وجبات إفطار وعناية بالصائمين ليس بغريب على هذا البلد وأهله وذلك مما نراه من تسابق على فعل الخير وقال انه لا يتردد على نفس الموقع كل يوم وانما حسب ظروف المكان الذي يتواجد فيه فاليوم ممكن ان افطر في شرق الدمام ويوم ممكن يكون غرب الدمام او جنوبه فأين ما تذهب تجد وجبات الإفطار في كل مكان وذلك برغبة من أهلها في فعل الخير.ويعتبر مركز مخيم الإفطار التابع لمركز توعية الجاليات أكبر مخيم إفطار في مدينة الدمام حيث يقوم بإفطار أكثر من 3000 صائم يوميا اضافة الى إلقاء العديد من المحاضرات يوميا بعدد من اللغات المختلفة ويحضر مائدة الإفطار عدد من الجاليات المسلمة وغير المسلمة فكان لهذه المخيمات الفضل بعد الله على اعتناق الكثير من أفراد الجاليات الإسلام.كما تتسابق المساجد في جمع المواد الغذائية لاماكن الإفطار لديها والذي يعد نموذجا لإفطار الصائمين وما يقوم به القائمون على الإشراف على إفطار الصائمين من مجهودات على مدار هذا الشهر فانه لشيء يشكرون عليه.ومن خلال جولتنا على المساجد شاهدنا تجمعا بين افراد احد الأحياء وهو إفطار جماعي بين أفراد الحي فحدثنا إمام المسجد عن هذا الإفطار وذكر انه يتم تحديد يوم وذلك بهدف إفطار أهل الحي مع بعض في المسجد بهدف التعارف حيث حققت هذه الفكرة اهدافها فيقوم كل شخص باحضار ما تيسر من وجبات الإفطار ويجتمع أهل الحي جميعا لتناول وجبة الإفطار مع بعض في المسجد مما يزيد من الترابط ويبعد الكلفة بين الجيران.وذكر احد الحضور ان فكرة الإفطار الجماعي بين سكان الحي كسر الكثير من الحواجز وقارب بين الجيران الى انها من الصفات الإسلامية المميزة والتي تحث على التعاطف والتراحم والتواد بين المسلمين.