جوهانسبورغ- وكالات الانباء

قمة الأرض .. انتهت كلمات الافتتاح الوردية .. وفتحت الملفات الساخنة

بدأت الوفود المشاركة فى مؤتمر قمة الارض المنعقدة حاليا فى جوهانسبرج فى بحث عدد من القضايا ذات الاولوية بهدف الحد من الفقر وحماية البيئة. وقالت التقاريرالواردة من أروقة القمة التى افتتحت رسميا يوم امس الاول الاثنين ان الوفود ركزت خلال جلسات العمل الاولىعلى قضايا البيئة والتنوع البيولوجى. ومن المقرر أن يبحث حوالى 40 الف مشارك فى القمة على مدى الايام العشرة المقبلة قضايا مثل المياه والصرف الصحى والطاقة والزراعة.وكان ثابو مبيكى رئيس جنوب افريقيا قد حث المشاركين فى القمة على طرح وسائل عملية للتعامل مع الفقر والتخلص من مبدأ (البقاء للاصلح). وكان مبيكى قد دعا فى وقت سابق الى مزيد من التضامن مع فقراء العالم وقال ان المجتمع الانسانى الذى يتألف من جزر تكتنز الثروة يحيطها بحر من الفقر لا يمكن أن يكون دائما. ويقول المراقبون ان خلافات واسعة لا تزال تفصل بين المشاركين بشأن خطة العمل التى من المفترض أن تقدم الى رؤساء الدول والحكومات الذين سيصلون الى المؤتمر فى الاسبوع المقبل. ولن تسفر القمة عن توقيع معاهدات لكن مبيكى شدد على ضرورة أن يتسم الاعلان النهائى الصادر بالجدوى والمصداقية.ومن المتوقع أن يشارك فى القمة 100 من زعماء الدول ورؤساء الحكومات غير انه سيتغيب عنها الرئيس الامريكى جورج بوش الذى تعد بلاده أكبر اقتصاد فى العالم. وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الامريكية ريتشارد بوتشر الليلة قبل الماضية بأن قرار بوش عدم حضور القمة لن يقوض المشاركة الامريكية فى قضايا التنمية العالمية أو فى المؤتمر نفسه. وقال ان الرئيس بوش طلب من وزير الخارجية الامريكى كولن باول أن يحل محله وأن يمثل الولايات المتحدة الامريكية فى القمة. واوضح المتحدث ان بوش حضر قمتين هذا العام كانت التنمية فى العالم الثالث من أبرز الموضوعات التى تمت مناقشتها خلالهما .. وهما مؤتمر مونترى فى أمريكا الوسطى وقمة مجموعة الثمانى التى عقدت فى كندا.من جانبهم ندد دعاة حماية البيئة في جوهانسبورغ بمساومات تجري على حد قولهم بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي لتسوية النقطة الاكثر اثارة للجدل في خطة العمل التي ينبغي ان تقرها قمة الارض.وتحدث الناشطون من اجل البيئة عن مشروع تسوية حول المساعدة العامة للتنمية والتجارة الدولية ودعم الزراعة في دول الشمال، في وقت تتهم الدول الفقيرة هذا الدعم باعاقة وصول منتجاتها الى اسواق الدول الصناعية.واوضح انتونيو هيل من منظمة اوكسفام الانسانية ان مشروع التسوية العامة حول المساعدة العامة للتنمية والتجارة الذي تجري على اساسه حاليا مفاوضات بين الدبلوماسيين من اجل وضع خطة العمل، ينبثق عن نص تم التفاوض بشأنه مباشرة بين الممثل الاميركي للتجارة روبرت زوليك والمفوض الاوروبي للتجارة (الفرنسي) باسكال لامي.واكد هيل ان هذه المساومات الجارية في الكواليس والخالية من اي شفافية غير مقبولة.وادلى هيل بتصريحاته للصحافيين باسم ائتلاف ايكو الذي يضم سبع منظمات لحماية البيئة بينها غرينبيس واوكسفام واصدقاء الارض، على هامش الافتتاح الرسمي لقمة الارض.واخذ هيل على مشروع التسوية المطروح انه يعطي الاولوية للعولمة على حساب التنمية المستدامة والبيئة ويتوجه نحو خصخصة المساعدة. واوضح ان وزراء البيئة الاوروبيين عبروا عن تحفظاتهم على النص الاساسي لمشروع التسوية، معربين عن اسفهم لعدم اشراكهم في صياغته.