لا تطفئ شموعك لمجرد كلمة
عزيزي رئيس التحريركم هي صعبة بعض المواقف التي نواجهها فقد يقف الانسان حيالها وقفة الحائر ويخوض صراعا نفسيا عميقا في كيفية مواجهة تلك المشكلة, وهذه تجربة شخصية قد حدثت لي وكما يقولون رب ضارة نافعة, فذاك احد الاقارب يتعرض لاحدى المقالات التي نشرتها في جريدتنا المميزة (اليوم) بتهكم وبسخرية عجيبة اثناء قراءتها وكان هذا التصرف يقع وانا موجود في المجلس اسمعه فاشعر بانه كوخز الابر في جسدي, وشعرت بالالم الكبير والحزن العميق نتيجة ذلك الموقف, وللاسف الشديد اخذ ذلك القريب العزيز يصف كلامه بالنقد, وشتان بين النقد وبين السخرية.العجيب انه في اليوم ذاته كنت قد التقيت بالاديب محمد النعيم فشجعني واوصاني بامور نافعة لدعم كتاباتي ودعاني للمواصلة في الكتابة وان لا اقف مهما حدث احسست بكلامه كالدواء الشافي الذي يبرئ من المرض, فقد بددت كلماته كآبتي وشعرت بنشاط يسري في عروقي وسائر جسدي وبرغبة شديدة للكتابة بعد ان شعرت بالعجز بسبب تهكم وسخرية ذلك القريب العزيز ومن خلال ذلك الموقف تذكرت من هم مثلي ممن ابتداوا مشوار الكتابة, فكم من شخص قد امتلك مواهب فذة في الكتابة وافكارا نيرة في الطرح فانطفأت تلك الشعلة المتوقدة وذهب بريقها بسبب كلمات جارحة قاسية حطمت اوصال قلب طموح, وهذه دعوة الى كل موهوب الا يلتفت الى البعض الذين لم يمتلكوا تلك الهبة التي حباها الله لك فلا تدع لكلماتك سبيلا الى قلبك ولا مجالا الى افكارك بل واصل نشاطك واعمل جهدك وحرر عصارة افكارك وهذا لا يعني في اي حال من الاحوال الا نلتفت الى اصحاب النقد الهادف الذين يصححون لك اخطاءك ويوجهون عباراتك ويعملون على مساعدتك في هذا المشوار, والذين تجدهم يفتحون لك مجالات واسعة كبيرة من النقاش والطرح من خلال السماع لاحاديثهم والانصات لتوجيههم فعليك ان تفرق بين رجل يحاول تحطيم موهبتك وبسببها قد تفقد موهبة قادمة وبين اديب ناقد حاذق ناصح جل اهتماماته ان يعاونك في مشوارك الادبي والكتابي.ولقد كان لتجربتي مثال حي قد اخذت منه العبر والدروس في ان انصت لكلام الناصح وان ابتعد عن كلام الحاسد, فلا تخف ابداعاتك ودع النور يقشع تلك الظلمة القاتمة عنها فان رضا الناس غاية لا تدرك, فانك لو وجدت شخصا يتجاهلك فثق تمام الثقة ان هناك من قرأ مقالاتك فاعجب بها واحب طريقة عرضك واسلوبك فليكن محبوك محطة انطلاق لك نحو الابداع والتألق وامنح اهتمامك للذين تجد منهم النصح والتوجيه, فكم من شخص قد استفاد من نقد ناقد في تصحيح طريقته وفي توجيهه للدرب الصحيح, هذه تجارب حصلت لي وكأنها رسالة لي في ان هذا الدرب مليء بالمصاعب والمشكلات التي سوف تواجهني ولكن من كان له هدف يصبو اليه ويطلبه فانه سيحقق ما يتمناه, وسيكون جديرا بذلك الهدف لانه اخترق جبالا عاتية صلبة لاجل تحقيق هدفه الذي يرجوه فهل تكون احد هؤلاء الاشخاص الذين حفروا في الصخور فحققوا ما يريدون؟؟ اتمنى ذلك.@@ احمد خالد العبدالقادر