رئيس البرازيل يسعى لمد جسر بين امريكا الجنوبية والعالم العربي
يبدأ الرئيس البرازيلي لويس ايناسيو لولا دا سيلفا الاربعاء جولة على خمس دول عربية تستمر اسبوعا تهدف الى تسهيل المبادلات التجارية وانتقال الرساميل بين المنطقتين اللتين تركزان نشاطاتهما بصورة تقليدية على الولايات المتحدة واوروبا.وسيزور لولا كلا من سوريا في الثالث والرابع من الشهر ولبنان في الرابع والخامس والامارات العربية المتحدة في السادس والسابع ومصر في الثامن والتاسع وليبيا في التاسع والعاشر، يرافقه عدد من الوزراء والحكام وخمسون صناعيا والرئيس الارجنتيني السابق ادواردو دوهالدي والرئيس الحالي للجنة ممثلي السوق المشتركة لدول الجنوب (مركوسور، الارجنتين والبرازيل والباراغواي والاوروغواي).وهذه اول زيارة يقوم بها رئيس برازيلي الى الشرق الاوسط منذ عام 1870 حيث زار الامبراطور بيدرو الثاني لبنان وسوريا وفلسطين ومصر.وتندرج الجولة في اطار حملة دبلوماسية مكثفة شنها لولا منذ وصوله الى السلطة في يناير الماضي. والهدف منها هو تعزيز موقع الدول النامية في المفاوضات التجارية المتعددة الاطراف وتشجيع الصادرات البرازيلية التي تعوض في الوقت الحاضر عن الركود الذي يعاني منه الاقتصاد البرازيلي.على الصعيد الدبلوماسي، سيسعى لولا لجمع تأييد لاحتلال البرازيل مقعدا دائما في مجلس الامن الدولي وللحصول على دعم لمشروع عقد قمة لرؤساء دول امريكية لاتينية وعربية في مايو 2004 في ريو دي جانيرو.وسيلتقي لولا في القاهرة برئيس الوزراء الفلسطيني احمد قريع بطلب من الاخير بحسب ما اوردت وزارة الخارجية البرازيلية، مشيرة الى ان البرازيل لطالما ايدت حلا متوازنا للنزاع الاسرائيلي الفلسطيني.واوضح لولا عارضا اهداف جولته انه سيسعى للتقريب بين الاقتصادات المتشابهة في سائر هذه الدول بهدف تشكيل كتلة وتعزيز موقع الدول النامية في المفاوضات التجارية. وقال ان البرازيل ستتوجه الى الآخر لتعديل السلوك الاعتيادي للدول النامية التي تعيش في انتظار بادرة مساعدة من الولايات المتحدة واوروبا.على الصعيد التجاري، ستكون المحطة الرئيسية لجولة لولا دبي التي سيصلها خلال اسبوع البرازيل الذي ينظم في المدينة وتشارك فيه مائة شركة برازيلية.وثمة هامش كبير متاح لتحقيق تقدم في العلاقات التجارية اذ ان حجم المبادلات التجارية بين البرازيل والدول العربية ال21 لم يتجاوز 9،4 مليار دولار عام 2002، ما يمثل 3% فقط من الميزان التجاري البرازيلي.وقال المدير العام لقسم تشجيع التجارة في وزارة الخارجية البرازيلية ماريو فيلالبا ان الوفد البرازيلي سيعرض خلال جميع محطات الجولة الحاجات الى البنى التحتية ليس فقط في البرازيل بل في امريكا اللاتينية بصورة اجمالية.واوضح الدبلوماسي علينا الا ننسى ان الدول العربية من المستثمرين. ونحن مهتمون جدا بالاستثمارات المباشرة لهذه الدول، ولا سيما في وقت تفكر في تحويل استثمارات كانت توظفها تقليديا في الولايات المتحدة واوروبا الى دول مثل البرازيل.كذلك سيسعى صناعيو امريكا اللاتينية الى فرص للاستثمار في دول مثل لبنان وسوريا حيث الحاجات الى البنى التحتية والمساكن كبيرة.وستنطوي الزيارتان الى بيروت ودمشق على بعد عاطفي قوي اذ يضم البرازيل جالية من اصل لبناني من ستة الى سبعة ملايين نسمة وجالية من اصل سوري من مليوني نسمة، تتمتعان بحضور قوي على سائر مستويات الحياة والنشاط في البلاد.