صحيفة اليوم

موال من الشمس

"النعامة" في الغالب تفكر بقدميها أكثر من رأسها الذي تدفنه في التراب عندما يحيق بها الخطر وتتحسس بساقيها الطويلتين وترفس كل من يقترب منها وهذا الطائر الضخم الذي لا يطير له رأس صغير لا يتناسب أبدا وحجم جثته التي يكسوها الريش الناعم والذي يتسابق البشر على اقتنائه وينامون عليه بعد نتفه وتطهيره وتنقيته والذين ينامون على ريش النعام ميتا لا يستطيعون الاقتراب منه حيا.وإذا كان "مانسون" الشهير وجماعته يمارسون القتل كوسيلة لإزالة الترف فالنعام يذبح من أجل المزيد من هذا الترف.. ولأن هذا المقال كما ترون ينتهج أسلوب وطريقة النعام وتدس الحروف رأسها في الحضيض.. مسايرة لواقع الحال الذي نعيشه كعرب واستجابة للمهانة التي حلت بنا والتي يذبح فيها أطفال فلسطين أمام أعيننا وتستباح دماؤهم وأعراضهم وأرضهم من قبل اليهود ولا نحرك ساكنا.. نحن خجلون.. وجلون.. مترددون خائفون من غضب اسرائيل.. ونقدم بعض لحمنا ودمائنا قربانا من أجل عيون الأمريكان وابنتهم المدللة البالغة العهر اسرائيل التي لم تعبأ باجتماع قادة العرب قرب انفها فأخرجت مخالبها ودباباتها وطائراتها عقب انتهاء اجتماعهم.. لتحصد أرواح عرب فلسطين بل حتى أثناء تباري الزعماء في خطبهم كانت اسرائيل ترسل قنابلها وصواريخها.. وأسلحتها الجرثومية الى المدن والقرى الفلسطينية كل هذا يحدث.. ونحن مشغولون بإزالة الخلاف بيننا.. غير مهتمين بالخطر الذي يتربص بنا.إن الكوارث توحد كل الكائنات على الأرض إلا نحن كعرب الكل يتحدون في ساعات الخطر ويقفون صفا واحدا في مواجهته لأنه لا أحد في هذه الدنيا يقبل أن يموت بدون الدفاع عن نفسه.. إلا العرب الذين يتأملون ويفكرون ويبحثون عن وسائل وسبل للسلام والخلاص ودماء الأطفال تنهمر أمام أعينهم لا حول ولا قوة إلا بالله.